وقع في رواية للطّبرانيّ في هذه القصّة " فضرب ساقه فصرعه، ورجموه حتّى قتلوه ".
والوظيف بمعجمةٍ وزن عظيم: خفّ البعير.
وقيل: مستدقّ الذّراع والسّاق من الإبل وغيرها.
وفي حديث أبي هريرة عند النّسائيّ " فانتهى إلى أصل شجرة فتوسّد يمينه حتّى قتل ".
وللنّسائيّ من طريق أبي مالك عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذهبوا به إلى حائط يبلغ صدره , فذهب يثب فرماه رجل فأصاب أصل أذنه , فصُرع فقتل.
وفي هذا الحديث من الفوائد.
منقبة عظيمة لماعز بن مالك , لأنّه استمرّ على طلب إقامة الحدّ عليه مع توبته , ليتمّ تطهيره , ولَم يرجع عن إقراره مع أنّ الطّبع البشريّ يقتضي أنّه لا يستمرّ على الإقرار , بما يقتضي إزهاق نفسه , فجاهد نفسه على ذلك وقوي عليها , وأقرّ من غير اضطرار إلى إقامة ذلك عليه بالشّهادة مع وضوح الطّريق إلى سلامته من القتل بالتّوبة.
ولا يقال , لعله لَم يعلم أنّ الحدّ بعد أن يرفع للإمام يرتفع بالرّجوع , لأنّا نقول: كان له طريق أن يبرز أمره في صورة الاستفتاء فيعلم ما يخفى عليه من أحكام المسألة , ويبني على ما يجاب به ويعدل عن الإقرار إلى ذلك.
ويؤخذ من قضيّته أنّه يستحبّ لمن وقع في مثل قضيّته , أن يتوب