للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أوضح ذلك بعض الرّواة عن سفيان، فرأينا في كتاب " المحدّث الفاضل " لأبي محمّد الرّامهرمزيّ من طريق سليمان بن عبد العزيز أخبرني محمّد بن إدريس قال: قلت لسفيان بن عيينة: كم سمعت من الزّهريّ؟ قال: أمّا مع النّاس فما أحصي، وأمّا وحدي فحديث واحد، دخلت يومًا من باب بني شيبة , فإذا أنا به جالس إلى عمود فقلت: يا أبا بكرٍ حدّثني حديث المخزوميّة التي قطع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدها، قال: فضرب وجهي بالحصى , ثمّ قال: قم؛ فما يزال عبدٌ يقدم علينا بما نكره، قال: فقمت منكسرًا، فمرّ رجلٌ فدعاه فلم يسمع , فرماه بالحصى فلم يبلغه فاضطرّ إليّ , فقال: ادعه لي، فدعوته له فأتاه فقضى حاجته، فنظر إليّ فقال: تعال، فجئت فقال: أخبرني سعيد بن المسيّب وأبو سلمة عن أبي هريرة , أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: العجماء جبارٌ .. الحديث، ثمّ قال لي: هذا خيرٌ لك من الذي أردت.

قلت: وهذا الحديث الأخير. أخرجه مسلمٌ والأربعة من طريق سفيان , بدون القصّة.

قوله: (فقالوا: من يُكلِّم فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟) أي: يشفع عنده فيها أن لا تقطع إمّا عفوًا وإمّا بفداءٍ.

وقد وقع ما يدلّ على الثّاني في حديث مسعود بن الأسود , ولفظه بعد قوله أعظمنا ذلك " فجئنا إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: نحن نفديها بأربعين أوقيّة، فقال: تطهّر خيرٌ لها ".

وكأنّهم ظنّوا أنّ الحدّ يسقط بالفدية , كما ظنّ ذلك من أفتى والد

<<  <  ج: ص:  >  >>