شكّ فيه , قال: فقِبَله، قلت: وأكل منه؟ قال: وأكل منه، ثمّ قال بعد: قَبِلَه ".
يشير إلى أنّه يشكّ في الوركين خاصّة، وأنّ الشّكّ في قوله: " فخذيها أو وركيها " ليس على السّواء، أو كان يشكّ في الفخذين ثمّ استيقن، وكذلك شكّ في الأكل ثمّ استيقن القبول , فجزم به آخراً.
ووقع في رواية حمّاد " بعجزها ".
قوله:(فَقَبِلَها) أي: الهديّة، وتقدّم في رواية شعبة " قلت: وأكل منه؟ قال: وأكل منه. ثمّ قال: فقبله " , وللتّرمذيّ من طريق أبي داود الطّيالسيّ فيه " فأكله، قلت: أكله؟ قال: قبله ".
وهذا التّرديد لهشام بن زيد وقّف جدّه أنساً على قوله " أكله " , فكأنّه توقّف في الجزم به , وجزم بالقبول.
وقد أخرج الدّارقطنيّ من حديث عائشة: أُهدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرنب وأنا نائمة فخبّأ لي منها العجز، فلمّا قمت أطعمني.
وهذا لو صحّ لأشعر بأنّه أكل منها، لكن سنده ضعيف.
ووقع في " الهداية " للحنفيّة , أنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أكل من الأرنب حين أهدي إليه مشويّاً وأمر أصحابه بالأكل منه.
وكأنّه تلقّاه من حديثين: فأوّله من حديث الباب وقد ظهر ما فيه.
والآخر من حديث أخرجه النّسائيّ من طريق موسى بن طلحة عن أبي هريرة: جاء أعرابيّ إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بأرنبٍ قد شواها فوضعها بين يديه، فأمسك. وأمر أصحابه أن يأكلوا.