للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحتمل: أن تكون المغايرة باعتبار النّوع , فيكون الكلّ من الحرير كما وقع عطف الدّيباج على الحرير في حديث حذيفة الماضي قريباً. ولكنّ الذي يظهر من سياق طرق الحديث في تفسير القسّيّ , أنّه الذي يخالط الحرير لا أنّه الحرير الصِّرف. فعلى هذا.

القول الأول. يحرم لبس الثّوب الذي خالطه الحرير. وهو قول بعض الصّحابة كابن عمر والتّابعين كابن سيرين.

القول الثاني: ذهب الجمهور: إلى جواز لبس ما خالطه الحرير إذا كان غير الحرير الأغلب.

وعمدتهم في ذلك تفسير الحلة السّيراء (١) وما انضاف إلى ذلك من


(١) يشير إلى ما أخرجه البخاري (٨٨٦) ومواضع أخرى , ومسلم (٥٥٢٢) عن ابن عمر أنَّ عمر بن الخطاب، رأى حلةً سيراء عند باب المسجد، فقال: يا رسول الله. لو اشتريت هذه، فلبستها يوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة .... " الحديث
قال الشارح في الفتح: والسيراء - بكسر المهملة وفتح التحتانية والراء مع المد - , قال مالك: هو الوشي من الحرير. كذا قال , والوشي بفتح الواو وسكون المعجمة بعدها تحتانية.
وقال الأصمعي: ثياب فيها خطوط من حرير أو قز , وإنما قيل لها سيراء لتسيير الخطوط فيها. وقال الخليل: ثوب مضلع بالحرير , وقيل: مختلف الألوان فيه خطوط ممتدة كأنها السيور.
ووقع عند أبي داود في حديث أنس , أنه رأى على أم كلثوم حلة سيراء. والسيراء المضلع بالقز. وقد جزم ابن بطال , أنه من تفسير الزهري.
وقال ابن سيده: هو ضرب من البرود , وقيل: ثوب مسير فيه خطوط يعمل من القز , وقيل: ثياب من اليمن.
وقال الجوهري: بُرد فيه خطوط صفر. ونقل عياض عن سيبويه قال: لَم يأت فعلاء صفة , لكن اسماً: وهو الحرير الصافي. =

<<  <  ج: ص:  >  >>