وأكثر ظنّي أنّه شيء يقوله نافع من قِبَله. أخرجه النّسائيّ.
وقد وافق أيّوبَ على الشّكّ في رفع هذه الزّيادة يحيى بنُ سعيد عن نافع , أخرجه مسلم والنّسائيّ , ولفظ النّسائيّ " وكان نافع يقول: قال يحيى: لا أدري أشيء كان من قِبَله يقوله أم شيء في الحديث، فإن لَم يكن عنده فقد جاز ما صنع " , ورواها من وجه آخر عن يحيى. فجزم بأنّها عن نافع، وأدرجها في المرفوع من وجهٍ آخر.
وجزم مسلم. بأنّ أيّوب ويحيى , قالا: لا ندري أهو في الحديث , أو شيء قاله نافع من قِبَله.
ولَم يختلف عن مالك في وصلها ولا عن عبيد الله بن عمر، لكن اختلف عليه في إثباتها وحذفها، والذين أثبتوها حفّاظ فإثباتها عن عبيد الله مقدّم، وأثبتها أيضاً جرير بن حازم كما عند البخاري , وإسماعيل بن أُميَّة عند الدّارقطنيّ.
وقد رجّح الأئمّة رواية من أثبت هذه الزّيادة مرفوعة.
قال الشّافعيّ: لا أحسب عالماً بالحديث يشكّ في أنّ مالكاً أحفظ لحديث نافع من أيّوب، لأنّه كان ألزم له منه، حتّى ولو استويا فشكّ أحدهما في شيءٍ لَم يشكّ فيه صاحبه كانت الحجّة مع من لَم يشكّ.
ويؤيّد ذلك قول عثمان الدّارميّ: قلت لابن معين: مالك في نافعٍ أحبّ إليك أو أيّوب؟ قال: مالك.
وسأذكر ثمرة الخلاف في رفع هذه الزّيادة , أو وقفها في الكلام على حديث أبي هريرة الذي يليه إن شاء الله تعالى.