عن عبد الله بن عون عن مالك. ولفظه " صنعتْ مُلَيْكة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعاماً فأكل منه وأنا معه، ثمّ دعا بوضوءٍ فتوضّأ " الحديث.
قوله:(فلأصلي لكم) كذا في روايتنا بكسر اللام وفتح الياء، وفي رواية الأصيليّ بحذف الياء.
قال ابن مالك: روي بحذف الياء وثبوتها مفتوحة وساكنة، ووجهه أنّ اللام عند ثبوت الياء مفتوحة لام كي , والفعل بعدها منصوب بأن مضمرة , واللام ومصحوبها خبر مبتدأ محذوف , والتّقدير قوموا فقيامكم لأصلي لكم.
ويجوز على مذهب الأخفش أن تكون الفاء زائدة واللام متعلقة بقوموا، وعند سكون الياء يحتمل أن تكون اللام أيضاً لام كي , وسكّنت الياء تخفيفاً أو لام الأمر , وثبتت الياء في الجزم إجراء للمعتل مجرى الصّحيح كقراءة قنبل " إنّه من يتّقي ويصبر "، وعند حذف الياء اللام لام الأمر، وأمر المتكلم نفسه بفعلٍ مقرونٍ باللام فصيح قليل في الاستعمال. ومنه قوله تعالى (ولنحمل خطاياكم).
قال: ويجوز فتح اللام. ثمّ ذكر توجيهه.
وفيه لغيره بحثٌ اختصرته؛ لأنّ الرّواية لَم ترد به.
وقيل: إنّ في رواية الكشميهنيّ " فأصل " بحذف اللام، وليس هو فيما وقفت عليه من النّسخ الصّحيحة.
وحكى ابن قرقولٍ عن بعض الرّوايات " فلنصل " بالنّون وكسر اللام والجزم، واللام على هذا لام الأمر , وكسرها لغة معروفة.