للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول ولا الضّالين , لأنّه وقت تأمينه. قاله الخطّابيّ.

وهذه الوجوه كلّها محتملةٌ. وليست بدون الوجه الذي ذكروه، وقد ردّه ابن شهابٍ بقوله: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: آمين. (١) كأنّه استشعر التّأويل المذكور فبيّن أنّ المراد بقوله " إذا أمّن " حقيقة التّأمين.

وهو - وإن كان مرسلاً - فقد اعتضد بصنيع أبي هريرة , فأخرج النّسائيّ وابن خزيمة والسّرّاج وابن حبّان وغيرهم من طريق سعيد بن أبي هلالٍ عن نعيمٍ الْمُجمر قال: صليت وراء أبي هريرة فقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ثمّ قرأ بأمّ القرآن حتّى بلغ ولا الضّالين , فقال: آمين , وقال النّاس: آمين، ويقول كلَّما سجد: الله أكبر، وإذا قام من الجلوس في الاثنتين , قال: الله أكبر، ويقول إذا سلم: والذي نفسي بيده إنّي لأشبهكم صلاةً برسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وإذا ترجّح أنّ الإمام يؤمّن. فيجهر به في الجهريّة. وهو قول الجمهور.

خلافاً للكوفيين. ورواية عن مالكٍ , فقال: يسرّ به مطلقاً.

ووجه الدّلالة من الحديث. أنّه لو لَم يكن التّأمين مسموعاً للمأموم


(١) قول ابن شهابٍ هذا. أورده البخاري عقب حديث أبي هريرة حديث الباب.
قال الحافظ في " الفتح " (٢/ ٢٦٥): هو متّصلٌ إليه برواية مالكٍ عنه، وأخطأ من زعم أنّه معلّقٌ. ثمّ هو من مراسيل ابن شهابٍ، وقد ذكرنا وجه اعتضاده. وروي عنه موصولاً. أخرجه الدّارقطنيّ في الغرائب والعلل من طريق حفص بن عمر العدنيّ عن مالكٍ عنه. وقال الدّارقطنيّ: تفرّد به حفص بن عمر وهو ضعيفٌ. انتهى

<<  <  ج: ص:  >  >>