للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَعَالى (١): {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ}: قَدْ حَصِرَتْ.

- وَ"الخَطْوَةُ" و"الخُطْوَةُ" [٣٣]. المَصْدَرُ مِنْ خَطَوْتُ، وَهِيَ المَرَّةُ الوَاحِدَةُ مِنَ الخَطْو. وفَرَّقَ الفَرَّاءُ بَينَهُمَا فَقَال: بالفَتْحِ المَصْدَرُ، وبالضَمِّ مَا بَينَ القَدَمَينِ (٢).

- و"السَّعْيُ" المَشْيُ سَرِيعًا كَانَ أَوْ غَيرَ سَرِيع لكِنَّهُ فِي هَذَا الحَدِيثِ بِمَعْنَى السُّرْعَةِ، وكَثيرٌ مِنَ النَّاسِ يَعْتَقِدُوْنَ أنَّه السَّيرُ السَّرِيع خَاصَّةً، والدَّلِيلُ عَلَى مَا قُلْنَاهُ قَوْلُهُ [تَعَالى] (٣): {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ}، وَقَوْلُهُ [تَعَالى] (٤): {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} وَقَوْلُهُ: سَعَى فُلَانٌ في الأَمْرِ يَجُوْزُ أَنْ يَكُوْن بإسْرَاعٍ وغَيرِ إِسْرَاع، وَقَال [تَعَالى] (٥): {يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى}، وَقَوْلُهُ [تَعَالى] (٦): {وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (٨)} وَمَا رُويَ عَنْ عُمَرَ وابنِ مَسْعُوْدٍ من قِرَاءَتِهِمَا (٧): {فامْضُوْا


= العُكَبْرِيُّ في التَّبيين: "لا يَجُوْزُ أَن يَقَعَ الفِعْلُ المَاضِي حَالًا إلَّا أَنْ تكونَ مَعَهُ "قَدْ" ظاهرةً أو مُقَدَّرة. وقَال الكُوفيُّونَ يَجُوْزُ ذلِكَ مِنْ غَيرِ تَقْدِيرِ ... " ويُراجع: الإنصاف (٢٥٢ - ٢٥٨)، ويُمَثِّلُ مَذْهَبَ الكُوفيين الفَرَّاءُ في معاني القرآن (١/ ٢٤، ٢٨٢). ويُمَثِّلُ مَذْهَبَ البَصْرِيِّين ابنُ السَّرَّاجِ قَال في الأصُولِ (١/ ٢١٦): "فَمَتَى رَأَيتَ فِعْلًا مَاضيًا قَدْ وَقَعَ مَوْقعَ الحَالِ فَهذَا تَأَوْيلُهُ، ولَا بُدَّ أَن يَكُونَ مَعَهُ "قَدْ" إِمَّا ظَاهِرةً أَو مُضْمَرَةً؛ لتُؤذِنَ بابْتِدَاءِ الفِعْلِ الَّذِي كَانَ مُتَوَقَّعًا".
(١) سورة النساء، الآية: ٩٠.
(٢) وزاد الإمام ابن مالك رحمه اللهُ وبالكَسْرِ: الهَيئَةُ من خَطَأ يَخْطُو. ويُراجع: تكملة الإعلام بمثلث الكلام (١/ ١٩٢)، وتهذيب اللُّغة (٧/ ٤٩٥)، واللِّسان (خطا).
(٣) سورة الصافات، الآية: ١٠٢
(٤) سورة الجمعة، الآية: ٩.
(٥) سورة طه.
(٦) سورة عبس.
(٧) قَال أبُو حَيَّانَ في البَحْرِ المُحِيطِ (٨/ ٢٦٨): "وَقَرأَ بِهَا كُبَرَاءُ مِنَ الصَّحَابةِ والتَّابِعِينَ" أقُوْلُ =