للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السِّنَانِ كانُوا يَجْعَلُوْنَها غَرَضًا، وَهذَا أَيضًا غَيرُ مَعرُوْف، والمَشْهُوْر في هذه اللَّفْظَةُ أَنها السَّهْمُ الَّذِي يُرمَى بِهِ. والمَرمَاةُ -بِفَتْحِ المِيمِ-: الغَرَضُ الَّذِي يُرمَى إِلَيهِ، وهو المَرمَى أَيضًا.

- وَقَوْلُهُ: "إلَّا صَلاةَ المَكْتُوْبة" [٤]. فَمَنْ رَواهُ هكَذا فَقِيَاسُهُ عِنْدَ البصرِيِّينَ أَنْ يَكُوْنَ أَرَادَ: إِلَّا صَلاةَ الفَرِيضَةِ المَكْتُوْبَةِ، فَحَذَفَ المَوْصُوْفَ وأَقَامَ الصِّفَةَ مَقَامَهُ.

وهكَذَا قَوْلُهُ [تَعَالى] (١): {وَحَبَّ الحصِيد (٩)} أَي: وَحَبَّ النَّبْتِ الحَصِيدِ، وَكَذلِكَ [قَوْلُه تعالى] (٢): {وَلَدَارُ الآخِرَةِ} أي: وَلَدَارُ الحَيَاةِ الآخِرَةِ، ونحوَ هذَا التقدِيرِ، كَرَاهِيَةَ أَن يُضِيفُوا المَوْصُوْفَ إِلَى صِفَتِهِ. والكُوْفِيُّون: يُجِيزُوْنَ في مِثْلِ هذَا وَأَشْبَاهِهِ [أَن يُضَافَ المَوْصُوْفُ] إِلِى صِفَتِهِ وَهُوَ خَطَأ في القِيَاسِ (٣).

[ما جَاء في العَتَمَةِ والصُّبح]

- وَ"الهدم" [٦]-بِتَسْكِينِ الدَّالِ-: مَصدَرُ هدمتُ، والهدَمُ: اسمُ الشَّيءِ


= "النهاية" السابقِ الذِّكرِ-: "وقيل: هي لُعْبَةٌ كانُوا يَلْعَبُوْنَ بِها بنصال مُحَدَّدَةٍ يَرمُوْنَها في كُوْمٍ من تُرَابِ فَأيُّهُم أَثْبَتَها في الكُوْمِ غَلَبَ. حَكَاهُ ابنُ سَيدِ الناسِ في "شرحِ الترمذي" عن الأخْفَشِ.
(١) سورة ق، الآية: ٩.
(٢) سورة يوسف، الآية: ١٩، والنَّحل: ٣٠.
(٣) قال ابنُ مَالِكِ في الألْفِيةِ -وأيَّدَ مَذهبَ البَصرِيينَ-:
وَلَا يُضَافُ اسْمٌ لِمَا بِهِ اتَّحَد ... مَعنًى وَأَوَّلْ مُوْهمًا إِذَا وَرد
وَقَد تَحَدَّثَ النَّحويونَ عن هذه المَسْألةِ وأَشْبَعُوها بَحثًا، وهي في جُملَتها راجعة إلى مَا قَال المُؤَلِّفُ. وقَد عَقَد لَه ابنُ الأنْبَارِي في "الإنْصَافِ"، واليمني في "ائتلافِ النصرَةِ" مسألة من مسائل الخِلافِ بين الفَريقين وذَكَرَا حُجَجَ كُل.