للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مَا جَاءَ في الخَيلِ وَالمُسَابقَةِ بينِهَا وَالنَّفقَةِ في الغَزْو]

- قَوْلُهُ: "نُوْدِيَ في الجَنَّةِ" [٤٤]. حَكَى الكُوْفيُّوْنَ إِنَّ "في" تُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى"إِلَى" وَمِنْهُ قَوْلُهُ: (١) {فَرَدُّوا أَيدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} أي: "إِلَى" وَحَكَوا أَيضًا أَنَّ "في" تُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى "مِنْ" واحْتَجُّوا بِقَوْلِ امْرِيءِ القَيسِ (٢):

* ... في ثَلَاثِةِ أَحْوَالِ *

وفي بَعْضِ طُرقِ الحَدِيثِ مِنْ رِوَايَةِ [ابنِ] المُبَارَكِ (٣): "نُوْدِيَ إِلَى الجَنَّةِ".

- وَقَوْلُهُ: "هَذَا خيرٌ": أَي: هَذَا خَيرٌ نِلْتُهُ بِعَمَلِكَ.


(١) سورة إبراهيم، الآية: ٩.
(٢) ديوانه (٢٧)، والبيت بتمامه:
وَهَلْ يَعَمنُ مَنْ كَانَ أَحْدَثُ عَهدهِ ... ثَلَاثِينَ شَهْرًا في ثَلَاثَةِ أَحْوَالِ
(٣) ساقط من الأصل، وابن المُبارك هو عَبْدُ اللهِ بنُ المُبَاركِ الإمامُ، العَلَّامةُ الزاهدُ، الوَرعُ، المُحَدِّثُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمن الحَنْظَلِيُّ التَّمِيمِيُّ مَوْلَاهُمْ. قَال الإمامُ أَحمدُ: "لَمْ يَكُنْ أَحَد في زَمَنِ ابنِ المُبَارَكِ أَطْلَبَ للعلمِ مِنْهُ". أَخباره في: تاريخ خليفة (١٤٦)، وطبقاته (٣٢٣)، والجرح والتَّعديل (٥/ ١٧٩)، وحلية الأولياء (٨/ ١٦٢)، وتاريخ بغداد (١٠/ ١٥٢)، وتهذيب الكمال (١٦/ ٥)، وسير أعلام النُّبلاء (٨/ ٣٣٦)، والدِّيباج المذهب (١٣٠)، وشذرات الذَّهب (١/ ٢٩٥).
وحديث عبد الله بنِ المباركِ المذكورِ أوْرَدَهُ الحافظ ابنُ عَبدِ البَرِّ في التَّمهيد (٧/ ١٨٤)، قال: "حَدَّثنَا خَلَفُ بنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ الحَرْبِيّ الأنْصَارِيّ، حَدَّثنَا يَحْيى بنُ مُحَمَّد بن صَاعِدِ، حَدَّثَنَا الحُسَين بن الحَسَنِ، حَدَّثَنَا عبدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، عن مالكٍ، عن ابنِ شِهَابٍ، عن حُمَيدٍ، عن عَبْدِ الرَحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، عن أبِي هُرَيرَةَ، قَال: قَال رَسُوْلُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أنْفَقَ زَوْجَينِ في الله نُوْدِيَ إلى الجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا خَيرُ" قَال ابنُ عَبْدِ البَرِّ رحمه الله: وَذَكَرَ الحَدِيثَ، وَلَيسَ هو عنْدَ القَعْنَبِي لا مُرْسَلًا ولا مُسْنَدًا".