للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آخر حَربِ دَاحِسٍ وَلَحِقَ بِعُمَانَ وحَلَقَ رَأْسَهُ، وَكَانَ في قُرَيشٍ زَنَادِقَة يَقُوْلُوْنَ بالدَّهْرِ، ويُظْهِرُوْنَ عِبَادَةِ الأوْثَانِ رِيَاءً لا اعتِقَادًا، وَهُم المُسْتَهْزِؤُوْنَ (١)؛ الوَليدُ بنُ المُغِيرَةِ، والعَاصِي بنِ وَائِلٍ، وعَدِيُّ بنُ قَيسٍ، والأسْوَدُ بنُ [عَبْدِ يَغُوْثَ (٢)]، والأسْوَدُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ وغَيرُهُم قَدْ ذَكَرَهُم المُؤَرِّخُوْنَ والمُفَسِّرُوْنَ.

[مَا جَاءَ في الإحدَادِ]

-[قَوْلُهُ: "فَدَعَتْ بِطِيبٍ فِيهِ صُفْرَة خَلُوْق أوْ غَيره"، [١٠١]. الرِّوَايَةُ: "صُفْرَةُ خَلُوْقٍ أَوْ غَيرِهِ" وَهُوَ بَدَلٌ مِنَ الطِّيبِ، وَلَوْ رَفَعَهُ رَافِعٌ لَجَازَ، وَيَكُوْنُ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مُضْمَرٍ تَقْدِيرُهُ: هُوَ خَلُوْق أَوْ غَيرُهُ. والخَلُوْقُ: ضربٌ مِنَ الطِّيبِ ويُسَمَّى


= ثُمَّ رَحَلَ إلى عُمَان فمات هُنَاك. شِعرُهُ قليلٌ، جَمَعَهُ: عادل البياتي ونشر في النجف في العِرَاق سنة (١٩٧٢ م). أَخْبَاره في: مُقَدِّمة شعره، ويُراجع: الأغاني (١٧/ ٤٧، ٤٧٦).
(١) المُسْتَهْزِؤون: هم الذِينِ قَال اللهُ فِيهِم: {إِنَّا كَفَينَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥)} سورة الحجر، واختَلَفُوا في عَدَدِهِم فَقَال القُرطبي في تفسيره (١٠/ ٦٢): "وكَانُوا خمسَة من رُؤسَاءِ مَكَّةَ" وكَذلِكَ ذَكَرَ ابنُ الجَوْزِي في زَادِ المَسِيرِ (٤/ ٣٢١) في أَحَدَ قَوْلَيهِ، وعَزَاهُ إلى ابن عَبَّاسٍ وسَعِيد بن جُبَير. وذكرَ ابنُ عَطية في المحرَّر الوَجِيز (٨/ ٣٥٩) وعَزَاهُ إلى عُروة بن الزبير وسَعيد بن جُبَير أيضًا. وَذَكَرَ ابنُ الجَوْزِي قولًا آخر: أَنهُم كَانُوا سَبْعَةً، وَعَزَاهُ إلى الشعبِي وابن أبي بَزَّةَ، وذَكَرَ ابنُ عطية عَن الطَّبري: أَنهم كَانُوا ثَمَانيةً عَزَاهُ إلى ابنِ عبَّاسٍ، وقَد عَدَّد المُفسرون المُستهزئين، وكذلِكَ ذَكَرَهُم ابن حَبِيبَ في المحبر (١٥٨)، والمُنمَّق له (٤٨٤)، والسهيلِيُّ التَّعريف والإعلام (٩٠، ٩١)، والبَلَنْسِي صلة الجمع (٩٦٢)، وذكر أسماءَهم وألقابَهم وإهلاكَ اللهِ لِكُل واحدٍ منهم، وأَنَّ هلاكَهُم كَانَ قَبْلَ بدر، والاخْتِلافُ فِيهم مفصَلٌ في المَصَادِر السَّالفة في ذِكْره إِطَالة فليرجع إليها مَنْ شَاءَ مَشْكُوْرًا مأجُورًا.
(٢) في الأصل: "يعقوب" والتَّصحيح من المصادر.