للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لَمْ أَرَ بُؤْسًا مِثْلَ هَذَا العَامِ ... أَرْهَنْتُ فِيهِ لِلشَّقَا (١) خِيتَامِي

[القَضَاءُ فِيمَنْ ارْتَدَّ عَنِ الإسْلامِ]

- وَقَوْلُهُ: "فَإِنْ تَابَ وَإلَّا قُتِلَ" [١٥]. جُمْلَتَانِ عُطِفَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى، وَحُذِفَ جَوَابُ الشَّرْطِ مِنَ الجُمْلَةِ الأوْلَى وَحْرَفُ الشَّرْطِ مِنَ الجُمْلَةِ الثَّانِيَةِ، وَتَقْدِيرُ الكَلامِ: فَإِنْ تَابَ قُبِلَتْ تَوْبَتُهُ، وإِنْ لَا يَتُبْ قُتِلَ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ عُتْبَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ (٢) فِي خُطْبَتِهِ: "فَأمَّا إِذَا أَبَيتُمْ إِلَّا الطَّعْنَ عَلَى الولايَةِ والشَّقْصَ للسَّلَفِ فَوَاللهِ لأقَطِّعَنَّ عَلَى ظُهوْرِكُمْ (٣) بُطُوْنَ السِّيَاطِ، فَإِنْ حَسَمْتْ دَاءَكُمْ وَإِلَّا السَّيفُ مِنْ وَرَائِكُمْ"، تَقْدِيرُهُ: فَإِنْ حَسَمْتُ دَاءَكُمْ فَهُوَ الَّذِي أُرِيدُ، وإِنْ لَا أَحْسِمُهُ فَالسَّيفُ مِنْ وَرَائِكُمْ. وَقَدْ تَحْذِفُ العَرَبُ الشَّرْطَ وَحْدَهُ أَوْ الجَوَابَ وَحْدَهُ، ثِقَةً


= ومعجم الأدباء (١١/ ١١٣)، واللآلي (١٤٩). والبَيْتَان في الأمالي (١/ ٥٦)، قَال: "أَنْشَدَنَا أَبُو المَيَّاسِ، وَكَانَ من أَرْوَى النَّاسِ للرَّجَزِ، وهو من أَهْلِ سُر مَنْ رَأى:
لَمْ أَرَ بُؤْسًا ......
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وحَقَّ فخري وبَنِي أَعْمَامِيَ
مَا فِي القُرُوْفِ حَفْنَتَا حُتَامِ
(١) في الأصل: "السقا".
(٢) تقدَّم ذكره.
(٣) في الأصل: "ظهورهم".