للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الاسْتئْذَانِ] (١)

[الاسْتِئْذَانُ]

- قَوْلُهُ: "عَنْ أبِي مُوْسَى ... " [٢]. يُرِيدُ: عَنْ قِصَّةِ أَبِي مُوْسَى. وَهَذَا مِثْلُ مَا وَقَعَ في (كِتَابِ الحَجِّ): عن النَّهْرَبِيِّ في الحِمَارِ الوَحْشِيِّ، وإنَّمَا رَوَاهُ هُنَاكَ: عُمَيرٌ عَن النَّبِيِّ، لاعَنَ النَّهْرَبِيِّ، ففيه مَجَازَانِ؛ حَذْفُ مُضَافٍ وَهِيَ القِصةُ وَالأمرُ، وَجَعْلُ "عَنْ" مَكَانَ "فِي" كَأَنَّهُ قَال: في قِصةِ أَبِي مُوْسَى، كَمَا تَقُوْلُ العَرَبُ: كَلَّمْتُ الأمِيرَ عَنْ فُلانٍ، أَي: فِي قِصَّتِهِ وَأَمْرِهِ.

و"الاسْتِئْاسُ": الاسْتِئْذَانُ في لُغَةِ أَهْلِ اليَمَنِ، حَكَاهُ الفَرَّاءُ (٢)، قَال ابنُ عَبَّاس: إِنَّمَا هُوَ يَسْتَأْذِنُوا فَأَخْطَأَ الكَاتِبُ.

[التَّشْمِيتُ في العُطَاسِ]

- وَذَكَرَ عَنِ العِرَاقِيِّينَ أَنّهُ إِنَّمَا يَقُوْلُ: يَغْفِرُ الله لنَا وَلَكَ، وَلَا يُقَال: يَهْدِيكُمُ اللهُ


(١) الموطأ رواية يحيى (٣/ ٩٦٣)، ورواية أبي مُصْعَبٍ الزُّهرِيّ (٢/ ١٤١)، ورواية سُوَيدٍ (٤٨١)، وتفسير غريب الموطَّأ لابن حَبِيبٍ (٢/ ١٥٦)، والمُنْتَقَى لأبي الوليد (٧/ ٢٨٣)، والاستذكار (٢٧/ ١٥١)، وتنوير الحوالك (٣/ ١٣٤)، وشرح الزُّرقاني (٤/ ٣٦٢)، وكشف المُغَطَّى (٣٦٢).
(٢) معاني القرآن له (٢/ ٢٤٩)، ونص كلامه: "حَدَّثَنَا أَبُو العَباسِ، قَال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَال: حَدَّثنَا الفَرَّاءُ، قَال: حَدَّثَنَا حبانُ، عن الكَلْبِيِّ، عن أبي صَالحٍ عن ابن عَبَّاسٍ: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} تستأذنوا، قال: هذا مُقَدَّمٌ ومُؤَخَّرٌ، إِنَّمَا هو: حَتَّى تُسَلِّمُوا وَتَسْتَأْذِنُوا هَلْ تَرَى أَحَدًا، فَيَكُوْنَ هَذَا المَعْنَى: انظر من في الدار" وليس فيه أنَّها لُغَةُ أهلِ اليَمَنِ. فلعلَّهَا في روايةٍ أخرى عنه، أو في كتاب آخرَ للفَرَّاءِ رحمه الله.