للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَتبوْلُ الدَّمَ فَتَمُوْتُ ويُسَمَّى النُّقَازُ أَيضا، يُقَال مِنْهُ: نزَتِ المَاعِزَةُ تَنْزِي فَهِيَ مُنْزِيَةٌ.

[عَقْلُ الجَنِينِ]

- وَ [قَوْلُهُ: "فَقَضَى فِيهِ رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بُغَرَّةٍ: عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ"] [٥ , ٦]. العَبْدُ وَالوَليدةُ تَفْسِيرٌ لِلْغُرَّةِ، وَسُمِّيَتْ غُرَّةً؛ لتَشْبِيهِهَا بِغُرَّةِ الفَرَسِ، أَي: إِنَّهَا جَمَالٌ لِمَالِكِهَا وَزَينٌ لَهُ. أَوْ مِنْ قَوْلهِمْ: فُلَانٌ غَرِيرٌ بِهَذَا الأَمْرِ، أَي كَفِيلٌ بِهِ؛ لأنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَتكفَّلُ بأَمْرِ مَوْلَاهُ.

- وَ [قَوْلُهُ: "وَمِثْلُ ذلِكَ بَطَلْ"] [٦]. رُويَ (بَطَلٌ) و"يُطَلُّ" (١) الأوَّلُ من البُطْلَانِ، والثَّانِي من طَلَّ دَمُهُ فَهُوَ مَطْلُوْلٌ: إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ قَوَدٌ وَلَا عَقَلٌ.

-[قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّمَا هَذَا مِنْ إِخْوَانِ الكُهَّانِ" كَرِهَ النَّبِيُّ [- صلى الله عليه وسلم -] سَجْعَ حَمْلِ ابنِ مَالِكٍ (٢) هَذَا؛ لِمَا يَبْدُو عَلَيهِ مِنْ التَّكَلُّفِ، وَلَيسَ كُلُّ سَجْعٍ مُسْتَحْسَنًا، وَلِذلِكَ قِيلَ: البَلَاغَةُ: [العالية] أَنْ يَكُوْن اللَّفْظ فَصِيحًا، والمَعْنَى صَحِيحًا، ولَا يَكُوْنُ مَجَازُهُ تَقْصِيرًا، وَلَا إِطْنَابهُ تَطْويلًا، وأَنْ يَكُوْنَ حُسْنُ وَصْلِةِ تَابِعًا


= أَبُو عَلِيٍّ: النُّزاءُ في الدَّابَّةِ مثل القُمَاصُ فيكون المَعْنَى أنَّ نُزَاءَ الدَّابةِ هو قُمَاصُها.
(١) "بَطَلْ ويُطَلْ" ساكنة الآخر؛ لِتُوَافِق السَّجْعَ. وَجَاءَ فِي شِعْرِ الشَّنْفَرِى الأَزْدِيِّ (١١٧):
إنَّ بالشعْبِ الَّذي دُوْنَ سَلْعٍ ... لَقَتِيلَا دَمُهُ مَا يُطَلُّ
(٢) هو حَمَلُ بنُ مَالكِ بن النَّابِغَة بن جابرِ بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كبير .. الهُذَلِيُّ، أَبُو نَضْلَةَ. استعمله رَسُوْلُ الله - صلى الله عليه وسلم - على صَدَقَاتِ هُذَيلٍ. نزَلَ البَصْرَةَ، وله بها دَارٌ، عاشَ إلى خلافةِ عُمَرِ. يُراجع: الإصابة (٢/ ١٢٥)، قال: "جاء ذكره في حديث أبي هريرة في "الصَّحِيح" في قِصَّةِ الجَنِينِ. وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد والنَّسَائِي بإِسْنادٍ صَحِيحٍ أَيضًا من حَدِيثِ ابنِ عَبَّاس رضي الله عنهما.