أقُوْلُ: حَدَّدَ مُحَقِّقُ كِتَابِ الفَاكِهِيِّ - جَزَاهُ اللهُ خَيرًا - موقع (فَخٍّ) في هَامش أَخْبَارِ مَكَّةَ المَذْكُوْرِ (٣/ ١٥٦، ٤/ ٢١٦). فَقَال في المَوْضِعُ الأوَّل: فَخٌ: وَادٍ مَعْرُوْفٌ من أَوْدِيَةِ مَكَّةَ [شَرَّفَهَا اللهُ تَعَالى] يَبْدُو من طريق نَجد وحِرَاء وينتهي بالحُدَيبِيَة .. وعند مُلتقى أذَاخِر الشَّامي بشعب بني عبدِ الله، ويُسَمَّى الوادي فَخًّا إلى أَنْ يَصِلَ إلى الثَّنِيَّةِ البَيضَاءِ (بَلْدَح) ويُقَالُ لَهُ - اليَوْم - الزَّاهِرُ ... ". أَقُوْلُ - وعلى الله أَعتمد -: لَا يُقَالُ لَهُ اليَوْمَ فَحَسْب، إِنَّمَا هِيَ تَسْمِيةٌ قديمةٌ، قَال يَاقوتُ في مُعجم البُلدان (٤/ ٢٣٧): "بِفَتْحِ أَوَّلهِ وتشديد ثانيه ... وهو وادٍ بمكَّةَ، قال السَّيُّدُ عُليٌّ: الفَخُّ وادي الزَّاهِر .. وذَكَرَ بيتا بِلَالٍ". والسَّيِّدُ عُلَيٌّ - على التَّصْغِيرِ - تُوفي بُعيد الخمسمائة من الهجرة. والحموي رحمهُ الله إِنَّما نَقَلَ عن كتاب الجبال والأمكنة والمياه للزمخشري (١٨١) وهو الَّذي نقل عن السَّيِّدِ عُلَيٍّ، وهو صاحبه وصديقه بمكة كما تقدم في تعليقٍ مشابهٍ، فَتَأمّل. والزَّاهرُ - اليوم - حيٌّ كبيرٌ جميلٌ من أشهر أحياء مكة - شرَّفها الله تعالى - فيه مستشفى الملك عبد العزيز، من أكبر مستشفيات مكة المكرمة، وفيه حدائق مشهورةٌ.