للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وَ [قَوْلُهُ: "قَدْ اصْطَدْتَ نُهسًا"] النُّهَسُ: اليَمَامَةُ، ويُقَالُ: الصُّرَدُ (١).

- وَ [قَوْلُهُ: "عَنْ مَالِكٍ عَن رَجُلٍ"]. الرَّجُلُ الَّذِي لَمْ يُسَمِّهِ مَالِكٌ اسمُهُ شَرَحْبِيلُ بنُ سَعْدٍ (٢)، وَكَانَ عِنْدَهُ غَيرَ مَرضِيٍّ ولا ثِقَةٍ.


(١) في اللِّسان: (نَهَسَ): "النُّهَسُ: ضَرْبٌ من الصُّرَدِ" وذَكَرَ حَدِيثَ "المُوَطَّأ" هَذَا.
(٢) شَرَحْبِيلُ بنُ سَعْدٍ هَذَا خَطْمِيٌّ، مَدَنِيٌّ، مَوْلَى الأَنْصَارِ، تَابِعِيٌّ، رَوَى عن جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، والحَسَنِ بنِ عَليِّ بن أَبِي طَالبٍ، وزَيدِ بنِ ثَابِتٍ، وعبدِ اللهِ بنِ عَباسٍ، وعبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ ... وعَنهُ إِسْمَاعِيلُ بنُ أُميَّةَ. وأَبُو الزَّنَادِ والضَّحَاكُ ... وغيرُهُم قَال المِزِّيُّ رحمه الله: "ومَالِكُ بنُ أَنَسٍ، وكنَّى عَنْهُ وَلَمْ يُسَمِّهِ".
أَقُوْلُ: عِبَارةُ الحَافِظِ أَبِي عُمَرَ بنِ عَبْدِ البَرِّ في "التَّمْهِيدِ" (٦/ ٣١١): "يُقَالُ: إِنَّ ذلِكَ الرَّجُلَ شَرَحْبِيلُ بنُ سَعِيدٍ "فَسَمَّى وَالِدَهُ سَعِيدًا - إِنْ لَمْ تكُنْ من خَطَأ الطِّبَاعَةِ -. وقَال: "ويُقَالُ" وَلَمْ يَأت بعبارةِ الجَزْمِ والقَطْعِ؟ ! فَتَدَبَّرْ. قَال بشرُ بنُ عَمْرٍو: ليس بثقةٍ. وقَال عليُّ بنُ المَدِينِي: قلتُ لسُفيان بن عُيَينَةَ: كَانَ شرحبيلُ بنُ سَعْدٍ يُفْتِي؟ قَال: نَعَمْ، ولم يَكُنْ أَحَدٌ أعلَمُ بالمَغَازِي والبَدْرِيِّينَ منه، فاحتَاجَ فَكَأَنَهُمُ اتَّهَمُوْهُ" وفي مَوْضِعٍ آخر قَال: " ... فأَصَابَتْهُ حاجةٌ فَكَانُوا يَخَافُوْنَ إِذَا جَاءَ إلى الرَّجُلُ يَطْلُبُ مِنْه الشَّيءَ فلم يُعْطِهِ أَنْ يَقُوْلَ: لَم يَشْهَدْ أَبُوْكَ بَدْرًا. وَعَنْ يَحْيَى بن مَعِينٍ: لَيسَ بشيءٍ، ضَعِيفٌ. وعنه مرَّةً أُخْرَى. ضَعِيفٌ، يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وعن مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ .. وبقي إلى آخر الزَمَان حَتَّى اختُلِطَ واحتَاجَ حاجةً شديدة، ولَهُ أَحَاديثُ، وليس يُحَتَجُّ بِهِ". وَقَال أبو أَحْمَدُ بنُ عَدِيِّ: "لَهُ أَحَادِيثُ وَلَيسَتْ بالكَثيرَةِ، وفي عامَّةَ مَا يَرويه إِنْكَارٌ، على أَنَّه قَد حَدَّثَ عنه جماعةٌ من أَهْلِ المَدينةِ من أَئِمَّتِهِم وغيرهم، إلا مَالك بن أنس فإنه كَرِهَ الرِّواية عنه، وكَنَّى عن اسمِهِ في الحَدِيثينِ الَّذين ذَكَرْتُهُمَا، وهو إلى الضعْفِ أقربُ" وذكر الحَدِيثَين. وذكره ابنُ حَبَّان في الثِّقَاتِ وروى له البُخاري في "الأدَبِ المُفْرَدِ" وأَبُو دَاود، وابن ماجة وتوفي سنة (١٢٣ هـ).
وإِنَّمَا أطلتُ في ذكر ما قيل فيه لتعلم العلة الَّتي ذكرها العلماء في أنَّ مالكًا لم يذكره باسمه. يُراجع: طبقات ابن سعد (٥/ ٣١٠)، ومقدمة الجرح والتَّعديل (٣٧، ٤) ترجمة رقم (١٤٨٦)، وتهذيب الكَمَالِ (١٢/ ٤١٣)، والنَّقل هُنَا عنه باخْتِصَارٍ وفيه مزيدٌ من مصادر التَّخريجِ.