وهو أَوَّل القَصِيدَةِ في الدِّيوان. (١) منهم الجَوْهَرِيُّ، قال في الصِّحَاحِ (سلم): "واسْتَلَمَ الحَجَرَ: لَمَسَهُ إمَّا بالقُبْلَةِ أَو باليَدِ، ولا يُهْمَزُ؛ لأنَّه مأخوذٌ من السِّلام وهو الحَجَرُ كمَا تَقُولُ: استنوَقَ الجَمَلُ، وبعضهم يَهْمِزهُ. وَقَال ابنُ الأنْبَاري في الزَّاهر (٢/ ١٧٨، ١٧٩): "والأصْلُ في اسْتَلَمَ فحَوَّلُوا فَتْحَةَ الهمزة إلى اللَّامِ وأسقَطُوا الهَمْزَة كَمَا قَالُوا: خابية بلا هَمْزٍ، وأصلُهَا خابئة؛ لأنَّها فاعلةٌ من خبأت، وَكَمَا قَالوا: النَّبِيُّ بلا هَمْزَة، وأصله من النَّبَأ بالهمْزِ؛ لأنَّه من أَنْبَأَ عن الله إنْبَاءً. وأخبرنا أبو العبَّاس، عن سلَمَةَ، عَنِ الفَرَّاءِ قَال: يُقَال: اسْتَلَمْتُ الحَجَرَ واستلأمَته بالهمزة ويترك الهمزة، فمن قال: هو استفعل من اللأمة، قال: الهَمزُ فيه هو الأصْلُ، وتَرْكُ الهَمْر تَخْفِيفٌ واخْتِصَارٌ، ومَنْ قَال: هُوَ افْتَعَلَ من السلِمَةِ والمَسَالمَةِ قَال: تَرْكُ الهِمْز هُوَ الصَّحِيحُ المَعْرُوْف، والهَمْزُ شاذٌّ قليلٌ، يَغْلَطُ فيه قَوْمٌ عن العَرَبِ فَيُلْحَقُ بِحرُوفٍ هَمَزُوْهَا ولا أَصل لها في الهمز، منها قولهم: لَبَّأت بالحَجِّ، والصَّحِيحِ لَبَّيتُ، وكذلِكَ: حَلأتُ السَّويقَ، ورثأتُ المَيِّتَ، واسْتنشَأت الرّيحَ، والصَّحِيحُ: استنشيت، وحَلَّيتُ، وَرَثَيتُ ... ".