للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَيُرْوَى بالنُّوْنِ وَلَيسَ بِصَحِيحٍ. والأَكْتَافُ: النَّوَاحِي مِنْ كُلِّ شَيءٍ. والعُرَيضُ: تَصْغِيرُ عرضٍ، وَهُوَ الوَادِي (١).

[القَضَاءُ فِي الضَّوَارِي والحَرِيسَةِ]

اخْتَلَفَتْ نُسَخُ "المُوَطَّأ" في تَرْجَمَةِ بَابِ القَضَاءِ في "الضَّوَارِي والحُرَيسَةُ" فَوَقَعَ في نُسْخَةِ مُعَاويَةَ (٢) عَلى عُبَيدِ الله، قَال ابنُ وَضَّاح: الضَّوَالُّ. ووَقَعَ في كِتَابِ أَبِي عُمَرَ وغَيرِهِ: الضَّوَارِي وفَسَّرَهُ فَقَال في "الاسْتِذْكَارِ": "الضَّوَارِي: مَا ضَرَي الأذَى. والحُرَيسَةُ: المَحْرُوْسَةُ مِنَ المَاشِيَةِ في المَرْعَى، قَال الخَطَّابِيُّ: وَقَال أَهْلُ اللُّغَةِ: الحَرِيسَةُ مِنَ المَوَاشِي: مَا أَدْرَكَهُ اللَّيلُ فِي المَرْعَى مِنْ غَيرِ أَنْ يُؤْويَهِ الرَّاعِي ويَصْرِفَهُ إِلَى مَكَانِهِ الَّذِي يَبِيتُ فِيهِ، وتُسَمِّيه العَرَبُ: حَرِيسَةَ الجَبَلِ. وأَمَّا الضَّوَالُّ فَمَعْنَاهَا المُهْمَلَةُ الَّتِي لَا صَاحِبَ مَعَهَا، والَّتِي خَلَتْ مِنْ أَخِصَّائِهَا وَرُعَاتِهَا.

- وَقَوْلُهُ: "ضَامِنٌ عَلَى أَهْلِهَا" [٣٧]. أي: مُوْجِبٌ عَلَيهِمْ العَزْمَ؛ لأنَّ


(١) هُو هُنَا وَادٍ بعينه، قال البَكْرِيُّ في معجم ما استعجم (٣/ ٩٣٨): "موضعٌ من أَرْجَاء المدينة فيه أصُولُ نَخْلٍ" وفيه يَقُوْلُ بُجَير بن زُهَير بن أَبي سُلْمَى - حين هَرَبَ النَّاسُ يَوْمَ حُنَين -:
لَولا الإلهُ وعَبْدُهُ وَلَّيتُمُ ... حِينَ اسْتَخَفَّ الرُّعْبُ كُلَّ جَنَانِ
أَينَ الَّذِينَ هُمُ أَجَابُوا رَبَّهُمْ ... يَوْمَ العُرِيضِ وَبَيعَةَ الرِّضْوَانِ
ويُراجع: شعر مزينة وأخبارها في الجاهلية والإسلام (٧٩)، وشعر مزينة في الإسلام (٥١٥).
(٢) هو مُعَاويةُ بنُ سَعْدٍ، أبو سفيان القُرطبيُّ (ت ٣٢٤ هـ) قَال القَاضِي عِياضٌ: "سَمِعَ من ابن وضَّاحٍ، وعبيد الله، وابن الصَّفار وصحبه. وكان فقيهًا في المسائل، حافِظًا لها" يُراجع: تاريخ علماء الأندلس (٢/ ١٤١)، وجذوة المقتبس (٣٣٩)، وبُغية الملتمس (٤٥٨).