للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ويُقَال: رِشْوَةٌ ورَشْوَةٌ (١)، وَهِيَ مُشْتَقَّةٌ مِنَ الرِّشَاءِ، وَهُوَ حَبْلُ البِئْرِ، وذلِكَ أَنَّ الرَّاشِيَ يَتَوَصَّلُ بِهَا إِلَى مَا يُرِيدُهُ مِنَ المُرْتَشِي، كَمَا يُتوَصَّلُ بالرِّشَاءِ إِلَى المَاءِ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: يَتكاهَنُ وَيَتكهَّنُ.

[السَّلَفُ وَبيعُ العُرُوْضِ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ]

- وَ [قَوْلُهُ: "مِنَ الكَتَّانِ أو الشَّطَويِّ أو القَصَبِيِّ"] [٦٩]. وَوَقَعَ في بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: "مِنَ الكَتَّانِ والشَّطَويِّ"، وَكَانَ ابنُ وَضَّاحٍ يُسْقِطُ "أَوْ" ويَقُوْلُ: إِنَّمَا هُوَ مِنَ الكَتَّانِ الشَّطَويِّ، وَمَا قَالهُ صَوَابٌ؛ لأنَّ الَّذِي حَكَاهُ أَهْلُ اللُّغَةِ أَنَّ الشَّطَويَّةَ ضَرْبٌ مِنْ ثِيَابِ الكَتَّانِ تُعْمَلُ بَأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا: شَطَا (٢)، فَدُخُوْلُ "أَوْ" يُوْهِمُ أَنَّ الشَّطَويَّ لَيسَ مِنَ الكَتَّانِ، والكَتَّانُ: مَفْتُوْحُ الكَافِ، وكَسْرُهَا خَطَأٌ.

- و"القَصَبِيَّةُ": ثِيَابٌ نَاعِمَةٌ مِنْ كَتَّانٍ، وَاحِدُهَا قَصَبِي، وَيُقَالُ: قَصَّبْتُ الثَّوْبَ تَقْصِيبًا: إِذَا طَوَيتُهُ، وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو تَمَّامٍ في شِعْرِهِ، وَصَفَ فِيهِ خِلْعَةً خَلَعَهَا عَلَيهِ [ابنُ] الهَيثَمِ: (٣)


(١) وَرُوشْوَةٌ أَيضًا فهي مُثلثةُ الرَّاءِ. يُراجع: إِكمال الأعلام بتثليث الكلام (١/ ٢٥١).
(٢) مُعجم البُلدان (٣/ ٣٤٢)، قال: "بالفَتح والقصْرِ -وقيلَ: شطاةُ-: بليدةُ بمصرَ تُنْسب إليها الثّيابُ الشَّطَويَّةُ، قَال الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ المُهَلَّبِيُّ على ثلاثةِ أميالٍ من دمياط، على ضِفَّة البَحر الملح مدينة تُعرف بشَطَا، وبها وبدمياط يُعمَلُ الثَّوْبُ الرَّفيعُ الَّذي يَبلغُ الثَوبُ منه ألفَ دِرْهَمٍ وَلَا ذَهَبَ فِيه".
(٣) ديوان أبي تمَّام (بشرح التَّبرِيزِيِّ ٢/ ٣٤١): من قَصِيدَة يَمْدَحُ بها مُحَمَّدَ بنَ الهَيثَم بنِ شُبانة، ويَذكر خِلْعَة خَلَعَهَا عليه قَال: =