للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[كِتَابُ الرُّؤيَا] (١)

[مَا جَاءَ في الرُّؤيَا]

-[قَوْلُهُ: "جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وأرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبوَّةِ"] [١] اختَلَفَتِ الرِّوَايَةُ في تَجْزِئَةِ الرُّؤْيَا مِنَ النُّبُوَّةِ فَرُويَ منْ سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ، وَمِنْ سِتَّةٍ وعِشْرِينَ، ومِنْ أَرْبَعِينَ، وَمِنْ خَمْسَةٍ وأَرْبَعِينَ، وَمِنْ أَرْبَعَة وأَرْبَعِينَ، وَمِنْ سَبْعِين (٢). جَمَعَ الطَّحَاويُّ بَينَ هَذه الرِّوَايَاتِ، فَقَال: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ بُشْرَى لِلْمُؤمِنِينَ، والبُشْرَى نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ عَلَى عَبْدهِ وَفَضْلٌ، فَيَكُوْنُ اللهُ تَفَضَّلَ عَلَى عَبْدِهِ أَوَّلًا بَأَنْ جَعَلَ رُؤْيَاهُ جُزْءًا مِنْ سبْعِينَ، ثَمَّ زَادَ إِنْعَامًا وفَضْلًا بِأَنْ جَعَلَهَا جُزْءًا مِنْ خَمْسِينَ، وَهكَذَا إِلَى أَقَلِّ العَدَدِ، وَهِيَ أَرْفَعُ المَنَازِلِ، فَكَانَتْ بِمَنْزِلَةِ الحَسَنَاتِ الَّتِي يُضْعِفُهَا اللهُ للعَبْدِ (٣) مِنْ عَشْير إلَى سَبْعِمَائَةَ.

وَقَال (ش) (٤): لَمَّا كَانَ المُؤمِنُوْنَ يَتَفَاضَلُوْنَ في إِيمَانِهِمْ تَفَاضَلَتْ رُؤاهُمْ فَأقْوَاهُمْ إِيمَانًا تكوْنُ رُؤْيَاهُ جُزْءًا مِنْ سِتَّةٍ وعِشْرِينَ، ثُمَّ مَنْ هُوَ دُوْنَهُ تكوْنُ رُؤْيَاهُ جُزْءًا من أَرْبِعِينَ، ثُمَّ مَنْ دُوْنَهُ تكوْنُ رُؤْيَاهُ جُزْءًا مِنْ خَمْسَةٍ وأَرْبَعِينَ، ثُمَّ هكَذَا إِلَى


(١) الموطَّأ رواية يحيى (٢/ ٩٥٦)، ورواية أبي مُصْعَب الزهري (٢/ ١٣٤)، ورواية سُوَيدٍ (٤٧٥)، ورواية محمد بن الحسن (٣٢٥)، وتفسير غريب الموطَّأ لابن حبيب (٢/ ١٥٣)، والاستذكار (٢٧/ ١١٦)، والقَبَس لابن العربيِّ (٣/ ١١٣٥)، والمُنتقى لابي الوليد (٧/ ٢٧٦)، وتنوير الحوالك (٣/ ١٣٠)، وشرح الزُّرقاني (٤/ ٣٥٠)، وكشف المغطى (٣٦١).
(٢) كتب فوق بعض هذه الروايات اسم من رواها مختصرًا فظهر اسم أنس، وابن عباس وابن عمر ..
(٣) في الأصل: "إلى العبد".
(٤) يظهر أنَّه هُنَا رمزٌ للمُؤَلِّفِ "الوَقشِي".