للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وَ [قَوْلُهُ]: "تَأَثَّلْتُهُ": اتَخَذْتُهُ أَصْلَ مَالٍ، والأثْلَةُ والأثَلَةُ: أَصْلُ كُلِّ شيءٍ وَوَقَعَ في رِوَايَةِ يَحْيَى: "حَتَّى كَادَ أَنْ يُحْرِجَهُ" [١٩]. وَهُوَ خَطَأٌ، وَصَوَابُهُ: كادَ يُحْرِجُهُ؛ لأنَّ "أَنْ" لا تَدْخُلُ في خَبَرِ "كادَ" إلَّا في ضَرُوْرَةِ الشِّعْرِ.

- وَقَوْلُهُ: "مَا مِثْلُ هَذَا؟ مِثْلُ صَبِيغٍ ... ". كَلَامٌ مُخْتَصَرٌ، تَقْدِيرُهُ: مِثْلُهُ مِثْلُ صَبِيغٌ (١)، وَمِثْلُ وَمَثلُ: لُغَتَانِ [ ... ].

[مَا جَاءَ في الغُلُوْلِ]

ويُقَالُ: [غَلَّ يَغُلُّ في الغَنِيمَةِ، و] غَلَّ يَغِلُّ: إِذَا أَضْمَرَ العَدَاوَةَ والحِقْدَ غِلًّا في مَصْدَرِ هَذَا، وَفِي الأوَّلِ غُلُوْلًا. [ ... ].


(١) نَقَلَ اليَفْرَنِيُّ في "الاقتضاب" نَصَّ كَلَامِ المُؤلّفِ. وصَبِيغ المَذْكُوْرُ في حديثِ "المُوَطَّأ" هَذَا هو صَبِيغ بن عِسْل الحَنْظَلِي التَّمِيمِي. قَال الحَافِظُ ابنُ حَجَرِ في الإصابة (٣/ ٤٥٨): "صَبِيغٌ -بوزن عَظِيمِ- ابنُ عِسْلٍ بمُهمَلَتيَنِ الأوْلَى مكسورةٌ والثانِيَةُ ساكِنةٌ، ويُقَالُ بالتصغير، ويُقال: ابنُ سهلٍ -الحَنظَلِيّ، له إدراكٌ وقصتُه مع عُمر مَشْهُوْرَةٌ. رَوَى الدَّارَمِيُّ من طريق سُليمان بن يَسَارٍ قَال: قِدِمَ المَدِينة رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: صَبِيغٌ -بِوَزْنِ عَظِيمٍ، وآخرُهُ مُهْمَلَةٌ- ابنُ عِسْل فَجَعَلَ يَسْألُ عن مُتَشَابهِ القُرْآن؛ فَأرْسَلَ إليه عُمَرَ فأعدَّ له عَرَاجِينَ النَّخلِ فَقَال: مَنْ أَنْتَ؟ ! قَال: أَنَا عَبْدُ اللهِ صَبِيغٌ، قَال: أَنَا عَبْدُ اللهِ عُمَرُ فَضَرَبَهُ حَتَّى أَدْمَى رَأْسَهُ فَقَال: حَسْبُكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَدْ ذَهَبَ الَّذي كُنْتُ أَجِدُهُ في رَأْسِي. قَال الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ: وأَخْرَجَهُ من طريقِ نَافعِ أَتمَّ مِنْهُ قَال: ثُمَّ نَفَاهُ إلى البَصْرَةِ. وأَخْرَجَهُ الخَطِيبُ، وابنُ عَسَاكِرِ من طريق أَنَسٍ، والسَّائِبِ بنِ زَيدِ، وأبي عُثْمَانَ النَّهْدِيّ مُطَوَّلًا ومُخْتَصَرَا، وفي رِوَايَةِ أبي عُثْمَانَ: وَكَتَبَ إِلَينَا عُمَرُ لا تجالِسُوه، قَال: فَلَو جَاءَ ونَحْنُ مائةٌ لتفَرَّقنا" وضَبَطَ الحَافِظُ ابنُ مَاكُولا (الأمير) رحمه الله (عِسْل) في الإكْمَال (٢/ ١٣٦): "بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وسُكُونِ ثَانِيه والمُهْمَلَتيَنِ" وَقَال مَرَّةً: عُسَيل مُصَغَّرًا؟ ! .