للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتَتَوَجَّعُ لأخْذِهَا، وَهِيَ مُشْتَقَّةٌ مِنْ حَزَرَ اللَّبَنُ: إِذَا اشْتَدَّتْ حُمُوْضَتُهُ وَقَال ابنُ بُكَيرٍ عَنِ اللَّيثِ (١): الحَزَرَاتُ: وَجَعُ القَلْبِ [ ... ].

- وَ [قَوْلُهُ: "نَكِّبُوا عَنِ الَّطعَامِ"]. مَعْنَى "نكِّبُوا" اعدِلُوا، يُقَال: نكَبَ عَنِ الطَّرِيقِ ونكَّبَ، ويُقَالُ نكِبَ نَكْبًا. وأَرَادَ بالطَّعَامِ ذَاتِ اللَّبَنِ، أَي: اتْرُكُوا ذَاتِ اللَّبَنِ، وكَذَا فَسَّرَهُ أَبُو قُرَّةَ عَنْ مَالِكٍ (٢).

[آخِذُ الصَّدَقَةِ وَمَنْ يَجُوزُ لَهُ أخْذُهَا]

-[قَوْلُهُ: "لِرَجُلٍ لَهُ جَارٌ مِسْكِينٌ"] [٢٩]. اخْتُلفَ في الفَقِيرِ والمِسْكِينِ (٣) فَقِيلَ: هُمَا سَوَاءٌ. وَقَال قَادَةُ: الفَقِيرُ: المُحْتَاجُ المُزْمِنُ، والمِسْكِينُ: المُحْتَاجُ


= أبو حَزْرةَ يَعْقُوْبُ بنُ مُجَاهِدٍ وآخرون". وهي: كُنْيَةُ جَرِيرٍ الشَّاعرِ المَشْهُوْرِ "أَبُو حَزْرَةَ" وَزَوْجَتُهُ "أَمَّ حَزْرَةَ" قَال يُخَاطِبُهَا [ديوانه: ٨٨]:
تَغَزَّتْ أُمٌّ حَزْرَةَ ثمَّ قَالتْ ... رَيتُ المُوْرِدِينَ ذَوي لَقَاحِ"
(١) لم أجد هذا في "العين" ولا في غَيرِهِ مما وقفت عليه. فلعلَّه يقصد اللَّيث بن سَعْدٍ.
(٢) أبو قُرَّةَ، هو مُوْسَى بنُ طَارقٍ اليَمَانِيُّ الزَّبِيدِيُّ، قَاضي زَبِيدَ، مُحَدِّث، ثِقَةٌ، من شُيُوخُ الإمام أَحْمَدَ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهُوْيَهْ. ذَكَرَهُ ابنُ حِبَّان وغيره في الثِّقات. ذكره القاضي عياض في ترتيب المدارك (٢/ ١٧٧) في تلاميذ مالك، قال: "وَمَنْ أَهْلِ الحِجَازِ واليَمَنِ أَبُو قُرَّةَ مُوْسَى بنُ طَارِقٍ القَاضِي" ويُراجع: الثِّقات لابن حبَّان (٩/ ١٥٩)، وتهذيب الكمال (٢٩/ ٨٠)، وسير أعلام النُّبلاء (٩/ ٣٤٦).
(٣) نَقَلَ اليَفْرُنِيُّ في "الاقْتِضَابِ" مَا ذَكَرَهُ المؤلِّف هُنَا وتوسَّع فيه ففَال: "قال الشَّيخُ أَبُو عُبَيدِ اللهِ محَمَّدُ بنُ عبد الحَقِّ -أيَّدهُ اللهُ تَعَالى بتوفيقه- ولمَّا كَان هَذَا البَابُ كالتفسير لقوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ... } الآية. قُلنَا: اختلف العلماء وأهلُ اللُّغة في الفقير والمسكين ... ".