للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وَذَكَرَ حَدِيثُ قَبِيصَةَ بنِ ذُؤَيبٍ (١). [٣٤]. إِنَّمَا أَخْفَى ذِكْرَ عَلِيٍّ لِمَا تَوَقَّعَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، وَكَانَ قَبِيصَةُ مُدَاخِلًا لَهُمْ.

- وَقَوْلُ عَلِيٍّ: "لَجَعَلْتهُ نَكَالًا" مِنْ نكلَ عَنِ الأمْرِ يَنكلُ: إِذَا جَبُنَ عَنْهُ وارْتَدَعَ، فَمَعْنَى نَكَّلْتُ بِهِ؛ أَي: عَاقَبْتُهُ مُعَاقَبَةً تُنكِّلُ غَيرَهُ أَنْ يَقْدمَ عَلى مِثْلِهِ (٢).

[النَّهْيُ عَنْ أنْ يُصِيبَ الرَّجُلُ أمَةً كَانَتْ لأَبِيهِ]

- قَوْلُهُ: "مُنْكَشِفًا" [٢٧]. الرِّوَايَةُ بِكَسْرِ الشِّينِ، وَكَانَ الوَجْهُ أَنْ يَكُوْنَ مُنكشِفًا عَنْهَا ثَوْبُهَا، وأَظُنُّهُ نُقْصَانًا وَقَعَ في الخَط، أَوْ يَكُوْنُ: مُنكَشَفًا عَنْهَا -بِفَتح الشِّينِ- فَيَكُوْنَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِ القَائِلِ: انكشِفَ الثَّوْبُ عَنْ زَيدٍ، ثُمَّ يُحْذِفُ الثَّوْبُ فَيَقُوْلُ: انكشِفَ عَنْ زَيدٍ، يُقِيمُ المَصْدَرَ مَقَامَ الفَاعِلِ، كَأَنَّهُ قَال: انكشِفَ الانكشَافُ، أَوْ جَعَلَ المَجْرُوْرُ في مَوْضِعِ رَفْعٍ كَقَوْلهِ [تَعَالى] (٣): {الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ}.


(١) قَبِيصَةُ بنُ ذُؤَيب، أَبُو سَعِيد الخُزَاعِيُّ المَدَنِيُّ، الفَقِيهُ، الوَزِيرُ، كَانَ أَبُوه صَاحبِ بُدْنِ النَّبي - صلى الله عليه وسلم -. ومَاتَ في آخرِ أيَّام النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأُتيَ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - بقَبِيصَةَ هَذَا بَعْدَ مَوْتِ أَبِيه فَدَعَا لَهُ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -. ومَوْلدُهُ عَامَ الفَتْحِ، وَوَفَاتُهُ سَنَةَ (٨٦ هـ)، وقَيلَ سنة (٨٧ هـ) أُصِيبَتْ عَينُهُ يَوْمَ الحَرَّةِ. يُرَاجع: الشُّعور بالعور (١٩١)، ويُرْوَى قَبْصَةٌ: بِفَتْحَة القَافِ مُكَبَّرًا. أَخْبَارُهُ في: طَبقَات ابنِ سَعْدٍ (٥/ ١٧٦)، وتاريخ البُخاري (٧/ ١٧٤)، وسير أعلام النُّبلاء (٤/ ٢٨٢)، والعقد الثَّمين (٧/ ٣٧)، والإصابة (٥/ ٥١٧)، والشَّذرات (١/ ٩٧).
(٢) قال الله تَعَالى: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَينَ يَدَيهَا وَمَا خَلْفَهَا} البقرة: ٦٦.
(٣) سُورة الفَاتحة، الآية: ٧.