للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إِمَامٍ مِنَ اللُّغَويِّينَ، والرِّوَايَةُ: "لَا يَغْلَقُ الرَّهْنُ" بِرَفْعِ القَافِ عَلَى لَفْظِ الخَبَرِ وَمَعْنَاهُ النَّهْيِ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ [تَعَالى] (١): {لَا يَمَسُّهُ إلا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩)} [وَ] {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ} (٢) وَيُقَالُ: رَهَنْتُ الرَّهْنَ وأَرْهَنْتُهُ، وأَنْكَرَ الأصْمَعِيُّ أَرْهَنْتُهُ وَقَال: لَا يُقَالُ: أَرْهَنْتُ إِلَّا بِمَعْنَى: أَسْلَفْتُ، وَبِمَعْنَى: أذَقْتُ، فَاحْتُجَّ عَلَيهِ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ -ابنِ هَمَّامٍ السَّلُوْلِيِّ-: (٣)

فَلَمَّا خَشِيتُ أَظَافِيرَهُمْ ... نَجَوْتُ وَأَرْهَنُهُم مَالِكَا

فَقَال: إِنَّمَا الرِّوَايَةُ: "نَجَوْتُ وَأَرْهَنْتُهُم" كَمَا يُقَالُ: وبيت إليه وأَصُكُّ عَينَهُ، يُرِيدُ: إِنَّهُ فَعْلٌ مُضَارعٌ مَبْنِيٌّ عَلَى مُبْتَدَأ، والجُمْلَةُ في مَوْضِعِ الحَالِ، كَأَنَّهُ قَال: نَجَوْتُ وَأَنَا أَرْهَنُهُمْ، أَي: نَجَوْتُ وَهَذَا حَالِي، وأَنْشَدَ غَيرُ الأصْمَعِيِّ - لِدُكَينٍ -: (٤)


(١) سورة الواقعة.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٣٣.
(٣) اللِّسان (هون) وبعده هناك:
غَرِيبًا مُقِيمًا بِدَارِ الهَوَا ... نِ أَهْوِنْ عَلَيَّ بِهَا هَالِكَا
وَأَحْضَرْتُ عِنْدِي عَلَيهِ الشُّـ ... ـهُوْدَ إِن عَاذِرًا لِي وَإِنْ تَارِكَا
وَقَدْ شَهِدَ النَّاسُ عِنْدَ الإمَـ ... ـامِ أَنِّي عَدُوٌّ لأعْدَائِكَا
جَاءَ في اللِّسان: قَال هَمَّامُ بنُ مُرَّةَ، وهو في "الصِّحاح" لعبد الله بن هَمَّامٍ، وَقَد تَقَدَّم ذكره، ويُراجع في تخريج البيت زيادة على ما مرَّ في الجزء الأول: الأفعال للسَّرقسطي (٣/ ٢٥)، والمقرب (١/ ١٥٥)، وشرح التَّسهيل لابن مالك (٢/ ٣٦٧)، وشرح الشَّواهد للعيني (٣/ ١٩٠)، وشرح الأشموني (٢/ ١٨٧)، والهمع (١/ ٢٤٦).
(٤) دُكَينُ بنُ رَجَاء الفُقَيمِيُّ، دَرِامِيٌّ، تَمِيمِيٌّ، شَاعِرٌ، رَاجِزٌ، أُمَويٌّ، فَارِسٌ من فرسان عصره، وَفَدَ عَلَى عبدِ الملكِ بنِ مَرْوَان .. له أخبارٌ في الأغاني، والشِّعْر والشُّعراء (٢/ ٥٠٨)، =