للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَال: أَصَبْنَا سَبْيا منْ سَبْيِ أَوْطَاس، وَهذَا في غزْوَةِ هوَازِنَ بِحُنَينَ.

وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الوَداكِ جَبْرِ بنِ نَوْفٍ (١) عَنْ أَبِي سعِيدٍ: أَنَّ ذَلِكَ في غزوَةِ خَيبرَ.

وَكَانَتِ العربُ في الجَاهِليةِ أَصنَافًا مَجُوْسٌ، ونَصَارَى، ويَهُوْدُ، وعَبَدَةُ أَوْثَانٍ، وَزَنَادِقَةٌ مُسْتَخِفُّوْنَ بالأديَانِ لا يعتَقِدُوْنَ شَيئًا، فَكَانَ الغَالِبُ عَلَى بنِي تَمِيم المَجُوْسِيّة، وعَلَى حِميَرَ والأوْسِ والخَزْرَجِ اليَهُوْدِيَّةَ، وغَسَّانَ، وقُضَاعَةَ، ولَخْمَ، وجُذَامَ، والنَّمرِ بنِ قَاسِط (٢)، وبنِي تَغْلِبَ، وبَنِي عِجْل، وَشَيبَانَ ومَذْحِجَ النصرَانِيّة، وَكَانَ النُّعمَانُ بنُ المُنذرِ أَوَّلَ أَمرِهِ منْ عُبَّادِ الأصنامِ ثمَّ تنَصَّرَ، حَمَلَهُ عَلَى ذلِكَ عَدِيُّ بنُ زَيدٍ العِبَادِي (٣). وكَذلِكَ قَيسُ بنُ زُهير العَبْسِيُّ (٤) تنَصَّرَ في


(١) هو جَبْرُ بنُ نَوْفٍ الهمدَانِيُّ البِكَالِيُّ، أَبُو الوَدَّاكِ الكُوْفِيُّ. قَال الحَافِظُ المِزيُّ: "روى عن شُريحِ بنِ الحَارِث القَاضي، وأَبِي سَعِيدٍ الخُدرِي ... وثَّقَه يحيى بن مَعِين". أَخْبُارُهُ في: المِعرِفَة والتَّاريخ (٣/ ٢٠٨)، والجَرحِ والتّعدِيل (١/ ٥٣٢)، وتَهْذِيب الكَمَالِ (٤/ ٤٩٥)، وتهذيب التَّهذيب (٢/ ٦٥)، وفي الأنْسَاب للسَّمعاني (٢/ ٢٦٩)، قال: "بِكَسْرِ البَاءِ المَنْقُوْطَةِ بِوَاحِدَة، والكَافِ المُخفَّفَة، وفي آخره اللَّامُ، هذ النِّسْبةُ إلى بني بِكَال، وهو بَطْنٌ من حِميَرَ ... " وَذَكَر أَبُو الودَّاكِ وقال: "يروي عن أبي سَعِيد الخُدرِي ... " وَقَد قِيلَ: أَبُو الوَدَّاك البَكِيلِي ... وَرَفَعَ الرُّشَاطِيُّ نُسَبَهُ إلى حِميَرَ.
(٢) في الأصل: "واليمن بن قاسط".
(٣) عديُّ بن زيد العِبَادِيُّ، شاعرٌ جَاهِلي مَشْهُوْرٌ، من بني زَيدِ مَنَاةِ بن تَمِيم، وقومه يُسَمَّوْنَ العِبَادِيين، وهم طَوَائِفُ من قبائل عربية مختلفة، عَاشَ في زَمَن ابرويز كسرى فارس، فترجم له، وكتب العربية، وله أَخْبَارٌ، وديوان شِعرٍ حَافِلٌ مَطبُوعٌ، بتحقيق محمد جبار المعيبد سنة (١٩٦٥ هـ) ببغداد. قتله النعمَان بن المُنْذِر خليفة عمرو بن هند، فَنِدمَ ... أَخْبَارُهُ مَفَصَّلةٌ في: الشّعرِ والشُّعَرَاءِ (١/ ١٥٠)، ومَعجَم الشُّعَرَاء (٢٤٢)، وترجمته مفصَّلة في مقدمة ديوانه المذكور.
(٤) قَيسُ بن زهير بن جَذِيمَةَ العَبسِيُّ، شَاعِر جَاهِليٌّ، أَدرَكَ الإسلامَ فَأَسْلَمَ مُدَّةً، وارتد وتنَصَّرَ، =