للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَخْبَرَنَا ثَعْلَبٌ عَنِ ابنِ الأعْرَابِيِّ (١)، قَال: يُقَالُ: المَذْيُ والمَذِيُّ والوَدْيُ والوَديُّ، والمَنْيُ والمِنَيُّ، ويُقَالُ: مَذَى وأَمْذى، ومَذِّى، والأوَّلُ أَفْصَحُ، وَوَدَى وأَوْدَى وَوَدَّى والأوَّلُ أَفْصَحُ، ومَنَى وأَمْنَى ومَنَّى والأوَّلُ أَفْصَحُ.

والمَنْيُ: مِنْ مَنَى اللهُ الشَّيءَ، إِذَا قَدَّرَهُ وهَيَّأَهُ، سُمِّيَ بِذلِكَ؛ لأنَّ اللهَ قَدَّرَهُ وَهَيَّأهُ


= (٢٢٩)، وتاريخ بغداد (٢/ ٣٥٦)، وإنباه الرُّواة (٣/ ١٧١)، وسير أعلام النُّبلاء (١٥/ ٥٠٨)، والمقصد الأرشد (٢/ ٤٤٢)، وفيهما مزيدُ مَصَادِر. وَكِتَابُهُ "اليَوَاقِيتُ" مَشْهُوْرٌ ذائعُ الذِّكْرِ، ذَكَرَهُ الأزْهَرِيُّ، والصَّغَانِيُّ والزَّبِيديُّ في مَعَاجِمِهِمْ، هو مَذكورُ في صَدْرِ مُؤَلَّفَاتِهِ في كُتُبِ التَّراجِمِ، ولَدَيَّ قِطْعَتَان من كِتَابِ أبي عُمَرَ "اليَوَاقِيتُ" إِحْدَاهُمَا من الظَّاهرية بدمشق والأُخْرَى من تركيا، لكنَّ الَّذي يَغْلِبُ على ظَنِّي أَنّهَمَا مُخْتَصَرَتَانِ عن الأَصْلِ فليس فيهما أسانيدُ ولا رِوَيَاتٌ ولا أخْبَارٌ، وَلَمْ يَرِدْ فيهما من غَرَائِبِ الشَّوَاهِدِ ونَوَادِرِ اللُّغةِ مَا يَتَنَاسَبُ مَعَ سَعَةِ عِلْمِ الرَّجُلِ وَوَاسِعِ اطّلَاعِهِ؟ ! ويُراجع مَا كَتَبْتُه عَنْهُ في هَامش "تَفْسِير غَرِيب المُوَطَّأ" لابن حَبِيبٍ، وفي هَامِش تَرْجَمَته في كتاب "طَبَقَات الحَنَابِلَة" لابن أَبِي يَعْلَى نَفَعَ اللهُ بِهِمَا.
(١) المَقْصُوْدُ بِهِ هُنَا مُحَمَّدُ بنُ زِيَادِ، أَبُو عَبدِ الله، قَرَأَ عَلَى عَلَى المُفَضَّلِ، وأَفَادَ منه جدًّا؛ لأنَّ المُفَضَّلَ كَانَ زَوْجَ أُمِّهِ، وَرَوَى عَنْهُ يَعْقُوبُ بنُ السِّكِّيتِ، وثعْلَبٌ. وَمِنْ أَجَل مُؤَلَّفاته: "النَّوَادِرِ" وَهُوَ مِنْ أَحْسَنِ مَا ألَّفَ فيها (ت ٢٣١ هـ). أخْبَارُهُ في: تاريخ بَغْدَادَ (٥/ ٢٨٢)، وَمَرَاتِب النَّحويين (١٤٩)، وإنباه الرُّواة (٣/ ١٢٨)، والنُّجوم الزاهرة (٢/ ٢٦). وابْنُ الأَعْرَابي هَذَا اللُّغَويُّ النَّحْويُّ غَيرُ ابنِ الأعْرَابيِّ المُحَدِّثِ المَشْهُوْرِ البَصْرِيِّ الأَصْلِ، شَيخِ الحَرَمِ، صَاحِبِ "المَعْجَمِ" في الحديثِ، واسمُهُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ (ت ٣٤٠ هـ) من أشهر تلاميذ أبي دَاوُدَ. وابنُ الأعرابي هَذَا وذَاكَ أيضًا غَيرُ أَبي زِيَادٍ الأعْرَابيِّ له كِتَابٌ في "النَّوادر" وهو مُهْتَمٌّ بمَعْرِفَةِ مَواضع جَزِيرَةِ العَرَبِ وأَسْمَاءِ جِبَالِهَا وأَوْدِيَتِهَا، أَفَادَ منه ياقُوت في "مُعْجَمِ البُلْدَان ... وغيره. وهم جَمِيعًا غير ابن الأعرابي المَعْرُوْفِ بـ "الأَسْوَدِ الغَنْدُجَانِيِّ" (ت بعد ٤٣٠ هـ) صاحب "فرحة الأديب" وغيره من التآليف المفيدة.