للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَشَرُّ المَنَايَا مَيِّتٌ بَينَ أَهْلِهِ ... كَهُلْكِ الفَتَى قَد أَسْلَمَ الحَيَّ حَاضِرُهْ

أَرَادَ: مِيتَةَ مَيِّتٍ.

- وَقَوْلُهُ: "اجْعَلُوا مِنْ صَلاتكُم فِي بيوتكُم" [٧٣]. مَنْ قال: إِنَّه أَرَادَ الفَرِيضَةَ فَـ "مِنْ" للتَّبْعِيضِ لَا يَجُوْزُ غَيرَ ذلِكَ. وَمَنْ قَال: أَرَادَ النَّوَافِلَ جَازَ أنْ تكوْنَ زَائِدَةً، وَجَازَ أَنْ تكوْنَ لِلْتَّبْعِيضِ.

-[أوْمأ] [٧٤]. وَيُقَالُ: أَوْمَأ وَأَوْمَى لُغَتَانِ، ويُقَالُ: وَمَأو وَمَى ثُلاثيان (١).

وَقَد حُكِيَ: أَوْبَأَ بالبَاءِ بِوَاحِدَةٍ، وَقَال بعضُهُم: أَوْمَأ -بالمِيمِ-: إِذَا أَشَارَ إِلَى قُدَّامٍ، وَأَوْبَأَ: إِذَا أَشَارَ إِلَى خَلْفٍ، قَال الفَرَزْدَقُ (٢):

تَرَى النَّاسَ مَا سِرنَا يِسِيرُوْنَ خَلْفَنَا ... وَإِنْ نَحْنُ أَوْبَأنَا إِلَى النَّاسِ وَقَّفُوا

[أأُصَلِّي فِي عَطَنِ الإبِلِ] [٧٩]. عَطَنُ الإبِلِ: مَبْرَكُها بِقربِ المَاءِ، وَهُوَ المَعطِنُ بِفَتْحِ المِيمِ وكَسْرِ الطَّاءِ.


(١) يُراجع: فَعَلْتَ وأَفْعَلْتَ للزَّجَّاجِ (٩٤، ٩٥).
(٢) ديوان الفَرَزْدق (٥٦٧)، وطبقات فُحول الشُّعراء (٣٦٣)، والمُوشَّح (١٧٣)، وهو موجود في معاجم اللُّغة "وَبأَ" و"وَمَأ". في الأصل: "أو مأنا" وشاهده في رواية "أو بأنا"؟ ! جَاءَ في المُوَشَّحِ: "حدثَنِي مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الكَاتِبُ، قَال: حَدَثنَا مُحَمدُ بنُ يَحيَى، عَنِ الزُّبَيرِ بنِ بَكَّارٍ، قَال: حَدَّثَني أَبُو مَسْلَمَةَ مَوْهُوْبُ بنُ رَشِيد الكِلابِي، قَال: قَدِمَ الفَرَزْدَقَ المَدِينَةَ فَمَرَّ بِجَمَاعة مِنَ النَّاسِ قَدْ استكفُّوا عَلَى جَمِيلٍ وهو يُنْشِدُ:
تَرَى النَّاسَ مَا سِرنَا يَسِيرُوْنَ خَلْفَنَا ... وإِنْ نَحْنُ أَوْمَأنَا إِلَى النَّاسِ وَقَّفُوا
فَصَاحَ بِهِ الفَرَزْدَقُ: أَنَا أَحَقُّ بِهذَا البَيتِ مِنْكَ، فَرَفَعَ جَمِيلٌ رَأَسَهُ فَعَرَفَهُ فَقَال: أَنشدتُكَ الله يَا أَبَا فِرَاس، قَال: نَحْنُ أَوْلَى بِهِ مِنْكَ وانْصَرَفَ فانْتَحَلَه". وزَادَ الصَّغاني -رحمه الله- في العُباب "وبأ": "مَتَى كَانَ المُلْكُ فِي غُذْرَةَ وإنَّمَا هذَا لِمُضَرَ؟ ! ".