للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وُجَاهَهُ وتُجَاهَهُ ومُوَاجَهَتَهُ. والمُوَاجَهُ مَصْدَرٌ أُجْرِيَ أُجْرَيَ الظُّرُوْفِ، وأَمَّا الوُجَاهُ والتُّجَاهُ فَظَرْفَان صَحِيحَان.

- وَقَوْلُهُ: "صَلُّوا رِجَالًا" [٣]. أي: رَجَّالةٌ (١) وَاحِدُهُمْ رَجِلٌ، ويُجْمَعُ عَلَى رِجَالٍ، ورُجَّالٍ، وَرَجْلٍ (٢) ورِجْلَةٍ (٣)، ورَجِلٍ أَيضًا. وبِهِ قَرَأ حَفْصٌ في سوْرَةِ "الإسْرَاءِ" (٤) وَقَالُوا أَيضًا: رِجِلٌ بِكَسْرِ الرَّاءَ والجِيمَ، وقَرَأَ ابنُ أَبِي لَيلَى (٥): {وَرِجْلِكَ} وَقَالُوا أَيضًا للَّذي يَمْشِي عَلَى قَدَمَيهِ رَجُلٌ بِلَفْظِ الرَّجُلِ (٦)


(١) يُراجع: تهذيب اللُّغَةِ (١١/ ٢٩) واللِّسان (رجل).
(٢) يُراجع: الحُجَّة لِأَبِي عَلِيٍّ (٥/ ١١٠)، والمُحتسب (٢/ ٢٢)، واللِّسان (رجل) قال: "والرَّجل اسمٌ للجَمْعِ عِنْدَ سِيبَوَيهِ، وَجَمْعٌ عِنْدَ أَبِي الحَسَنِ" وقال ابن جِنِّي: "رَجْلٌ جَمْعُ رَاجِلٍ كَتَاجِرِ وتَجْرٍ".
(٣) يُراجع: تَهذيبُ اللُّغَة (١١/ ٢٩)، والمحتسب (٢٢٢)، واللِّسان (رجل). وَأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ لتَمِيمِ بنِ أُبَيِّ بنِ مُقْبِلٍ [ديوانه: ٣٣٣]:
* وَرِجْلِة يَضْرِبُونَ البَيضَ في عُرُضِ *
وَزَادَ في اللِّسان (ورَجَلَةٌ) وهُنَاك جُمُوعٌ أُخْرَى على صِيَغٍ مُخْتَلِفَةٍ ذُكِرَتْ في المَصَادِرِ لَمْ أَتَعَرَّضْ لِذِكْرِهَا؛ لأنَّ المُؤَلِّفَ لَمْ يَذْكُرْهَا، فَهُو لَمْ يَقْصِدْ إِلَى الجَمْعِ والاسْتِقْصَاءِ حَتَّى يُمْكِنَ الاسْتِدْرَاكَ عَليه. والله تَعَالى أَعْلَمُ.
(٤) في الآية الكريمة رقم (٦٤): {وَأَجَلِبْ عَلَيهِم بِخَيلِكَ وَرَجِلِكَ} قَال ابنُ خَالويه في إعراب القِرَاءَاتِ (١/ ٣٧٧): "قَرَأَ عَاصِمٌ في رِوَايَةِ حَفْصٍ {ورَجِلِكَ} بكَسْرِ الجِيمِ، وذلِكَ أَنَّ اللَّامَ كُسِرَتْ عَلامَةً للجَرِّ، وكْسِرَتِ الجِيمُ اتْبَاعًا لِكَسْرَةِ اللَّامِ كَمَا تَقُوْلُ: هَذَا شَيءٌ مِنْتِنٌ، وَالأصْلُ: مُنْتِن فَكَسَرُوا المِيمَ لِكَسْرَةِ التَّاءِ ... " ثم ذَكَرَ القِرَاءَةَ الأخْرَى وَوَجْهُهَا.
(٥) لَمْ أَجِدْ مَنْ نَسَبَ هَذِهِ القِرَاءَة إلى ابنِ أَبِي لَيلَى. وابنُ أَبِي لَيلى سَبَقَ التَّعْرِيفُ بِهِ.
(٦) الحُجَّة لأبي عَليٍّ (٥/ ١١٠).