للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَبُو عَلِيٍّ البَغْدَادِيّ، وكَانَ الكِسَائِيُّ يُشَدِّدُهَا، وَكَانَ الأصْمَعِيُّ: يُنكِرُ ذلِكَ [ ... ].

- و [سَمَاءٌ]: السَّمَاءُ المَطَرُ؛ سُمِّيَ بِذلِكَ لأنَّه مِنَ السَّمَاءِ يَنْزِلُ (١)، وقَال أَبُو عُبَيدَةَ (٢): مَطَرَ في الرَّحْمَةِ، وأَمْطَرَ فِي العَذَابِ، واحْتَجَّ بِقَوْلهِ [تَعَالى] (٣):


= أحمد-، ويحيى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ، كَمَا أَخَذَ عن كبارِ نُحَاةِ بغداد منهم ابنُ شُقَيرٍ، وأَبُو بَكْرِ بنُ السَّرَّاجِ ... وغَادَرَ بَغْدَادَ في رحلته إلى الأنْدلس سنةَ ثَمَانٍ وعشرين وهي سنة وفاةِ شَيخِهِ الَّذي أكثرَ عنه أبي بكر بنِ الأنْبَارِيِّ، وَوَصَل الأنْدَلُسَ سَنَةَ (٣٣٠ هـ) فاسْتَقْبَلَهُ النَّاصِرُ صاحبُ الأنْدَلُسِ بمَرْكبٍ عَظِيمٍ، وتَشْرِيفٍ بَالغٍ، وحَفَاوَةٍ زَائِدةٍ، وهو أَهْلٌ لذلِكَ وهكَذا يَجبُ أَن يُنزَّلَ العُلَمَاءُ ويُحْتَفَى بالفُضَلاءِ، واستقَرَّ في الأنْدلس حتَّى وَفَاته سنة (٣٥٦ هـ). وخَلَّف بَعْدَهُ -رحمه الله تعالى- ذكرىً حَسَنَةً، وأَجْيالًا من الطَّلَبَةِ وعِلْمًا جمًّا، روايةً وتأْلِيفًا، أجلُّ مؤلَّفَاتِهِ أماليه المَشهورة التي تعدُّ من أركان الأدب، وكتابه في اللُّغة "البارع"، وكتابه العظيم الشَّأن "المقصور والممدود" ... وغيرها. وترجمته طويلة وأخباره كثيرة واحتفت به المصادر. يُراجع مثلًا: طبقات تلميذه الزُّبيدي (٢٠٥)، وبغية الوعاة (١/ ١٠٧)، وذكر ابنُ خَيرٍ الإشبيلي في ما رواه عن شيوخه أغلبَ الكتب الَّتي جلبها أبو عليٍّ من المشرق إلى الأندلس برواياتها وَأَسَانِيدِهِ إليها. رحمه الله رحمة واسعة.
(١) زاد اليَفْرُبِيُّ -في "الاقتضاب"-: "قال حسَّان [ديوانه: ١/ ١٧١]:
* يُعفيها الرَّوَامِسُ والسَّمَاءُ *
وَقَال مُعَوِّدُ الحُكَمَاءِ:
إِذَا نَزَلَ السَّمَاءُ بِأَرْضِ قَوْمٍ ... رَعَينَاهُ وإِنْ كَانُوا غِضابا"
(٢) مجاز القُرآن له (١/ ٢٤٥)، ومثله قال أبو حاتم السِّجستاني في كتاب "فعلت وأفعلت" (١١٣): "وكلُّ شَيءٍ من العَذَابِ في القُرآن فهي أمْطَرَ الله" وقال ابنُ سِيدَه: أمطرهم الله في العذاب خاصَّةً". يُراجع: فعلت وأفعلت للزَّجَّاج (٨٦)، وللجَواليقي (٦٩، ٧٠)، واللِّسان والتَّاج (مطر).
(٣) سورة الأنفال، الآية: ٣٢، وأول الآية: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ =