للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَائِدَةٌ. ويُروَى إِنَّ رَجُلًا قَال لأخِيهِ (١): لأهْجُرَنَّكَ، فَقَال: كَيفَ تَهْجُرُني وأَبُوْنَا وَاحِد؟ فَقَال:

أَبُوْكَ أَبِي وَأَنْتَ أَخِي وَلكِنْ ... تَفَاضَلَتِ الطَّبِائِعُ والظُّرُوْفُ

وَأُمُّكَ حِينَ تُنْسَبُ أُمُّ صدقٍ ... وَلكِنَّ ابْنَها طَبعٌ سَخِيفُ

فَقَوْلُهُ: "أَبُوكَ أَبِي وأَنْتَ أَخِي" كَلام لَو انْفَرَدَ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَائِدَة، وَلكن لمَّا جَعَلَهُ مُقَدِّمَةً لِمَا بعدَهُ أَفَادَ.

-[قَوْلُهُ: "عَنِ المَقْبُرِيِّ"] [١٠]. يُقَالُ: المَقْبُرِيُّ (٢) -بِفَتْحِ البَاءِ وضَمِّها (٣) - كَمَا يُقَال: مَقْبَرَةٌ ومَقْبُرَةٌ.

- وَقَوْلُهُ: "يَجْزِئُ [عَنْهُ] ". الوَجْهُ فِيهِ فَتْحُ اليَاء وتركُ الهمزَةِ، يُقَال: جَزَى عَنِّي يَجْزِي: إِذَا قَضَى عَنِّي الوَاجِبَ، فَإِذَا أَردتَ مَعَ الكِفَايَةِ قُلْتَ: أَجْزَأَنِي


(١) نَقَلَ اليَفْرُنيُّ في "الاقْتِضَابِ" شرح هذِه الفقرة وأَسْقَطِ البَيتينِ. وهُمَا للمُغِيرَةِ بن حَبْنَاء التَّمِيمِي يَهْجُو بِهِمَا أَخَاهُ صَخْرًا، روَاهُمَا أبو الفَرَج الأصبَهانِي في الأغاني (١٣/ ١٠٠)، وابن قُتَيبَةَ في الشِّعرِ والشُّعَرَاء (٣١٩)، وابن حمدون في تذكرته (٥/ ١٤٤) ... وغيرهم.
(٢) في الأصل: "المقبر".
(٣) لم يذكر السمعَاني في الأنساب، ولا ابنُ الأثِيرِ في "اللُّبَابِ"، ولا السُّيُوطِي في "لب الألْبَاب" إلَّا الضّمَّ. وذكر الرشاطيُّ في "أنسابه" الفتحَ والضَّمَّ معًا، فقال (٢ / ورقة ٢٦): "المَقْبَرِيُّ: يُقَالُ: مَقبُرَة وَمَقْبَرَةٌ بضمِّ البَاءِ وَفَتْحِها" وَكَذلِكَ هي في معاجم اللُّغة. يُراجع: العين (٥/ ١٥٧)، وإصلاح المنطق (١١٩)، وتهذيبه (٣٠٤، ٣٠٥)، وترتيبه "المَشُوف المُعلَمُ" (٦٢٠)، وجمهرة اللُّغَةِ (١/ ٣٣٤)، وتهذيب اللُّغة (٩/ ١٣٨)، والمجمل (٧٤٠)، والمحكم (٦/ ٢٣٩)، والصِّحَاحِ واللِّسان، والتَّاج (قبر) وأساس البلاغة (٣٥٢)، وفيه: "وَالبَقِيعُ مَقْبُرةُ المَدِينَةِ وَمَقْبَرَتُها" وزاد اليَفْرُنِي: "وَحَكَى بَعضُهُم: مقْبِرَة".