للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَاشْرَطَ فِيها نَفْسَهُ وَهُو مُعصِمُ ... وَأَلْقَى بِأَسْبَابٍ لهُ وَتَوَكَّلا

قَال: وَيُحتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ: اشْتَرِطِي لَهُمُ الوَلاءَ الَّذِي يُوْجِبُهُ عِتَاقُكِ، يُرِيدُ إِنَّ الوَلاءَ لَكِ لَا لَهُم، قَال: ذَهبَ بَعضُ النَّاسِ إِلَى (١): أَنَّ مَعْنَى "لَهُم": عَلَيهِم، قَال، ذلِكَ: عَبْدُ المِلِكَ بنِ هِشَامٍ النحويُّ (٢)، قَال عَبْدُ المَلِكِ: وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ [تَعَالى] (٣): {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} أَي: فَعَلَيها. وَكَانَ مُحَمَّدُ بنُ شُجَاعٍ (٤) يُحمِلُ ذلِكَ عَلَى مَعْنَى الوَعِيدِ الَّذِي ظَاهِرُهُ الأمرُ وَبَاطِنُهُ النَّهْيُ، كَقَوْلهِ [تَعَالى] (٥): {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ} وَبِقَوْلهِ [تَعَالى] (٦): {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} وَمَعنَاهُ: الوَعِيدُ لَهُم عَلَى


= ولا أَعتِبُ ابنَ العَمِّ إِنْ كَانَ ظَالِمًا ... وأَغْفِرُ عَنْهُ الجَهْلَ إِنْ كَانَ أَجْهلا
وَإِنْ قَال لِي مَاذَا تَرَى يَسْتَشِيرُني ... يَجِدنِيَ ابنَ عَمٍّ مِخْلِطَ الأمرِ مِزْيَلا
أُقِيمُ بِدَارِ الحَزْمِ مَا دَامَ حَزْمُها ... وأَحْرِ إِذَا حَالتْ بَأَنْ أَتَحَوَّلا
والشَّاهِدُ في: جَمهرَةِ اللُّغَةِ (٢/ ٧٢٦)، والاشْتِقَاق (٢٦١)، والحَيَوان (٥/ ٢٣، ٦/ ٤٢)، واللآلي (٤٩٢)، واللِّسان، والتَّاج: (شرط).
(١) في الأصل: "ألا".
(٢) هو ابن هِشَامٍ المَشْهُور بتهذيب سيرة ابن إسْحَاق، عبدُ المَلَك بن هِشَام بن أَيُّوب الحِميَرِيُّ قيل: إِنَّه ذُهْلِيٌّ سَدُوْسيٌّ، وقيلَ حِميَرِيٌّ مَعَافِرِيٌّ، نَشَأَ بالبَصْرَةِ، ثُمَّ انْتَقَلَ إلى مِصرَ وفيها تُوفِّيَ سَنَة (٢١٨ هـ) على الأرجَحِ. أَخْبُارُهُ في: مُقَدِّمَة الرَّوض الأنف (١/ ٧)، وإنباه الرُّواه (٢/ ٢١١)، وسير أَعلام النبلاءِ (١/ ٤٢٨)، وحسن المُحَاضرة (١/ ٣٥١). والمسألة في: إِعرَاب القُرآن للنَّحَّاس (٢/ ٤١٥)، والبحر المحيط (٦/ ٦٠)، وغرائب القرآن (١/ ٦٢٢).
(٣) سورة الإسراء، الآية: ٧.
(٤) يَظْهرُ أنَّه مُحَمَّدُ بنُ شُجَاعٍ المَروَزِي (ت ٢٤٧ هـ). تَهْذِيب الكمال (٢٥/ ٣٥٨).
(٥) سورة الإسراء، الآية: ٦٤.
(٦) سورة فصلت، الآية: ٤.