للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والنَّجْمُ: اسمٌ للثُّرَيَّا مَخصُوْصٌ بِهَا، يُقَالُ: طَلَعَ النَّجمُ وَغَابَ النَّجْمُ يَعْنُوْنَ الثُّريَّا (١). ورَوَوَى قَاسِمُ بنُ أَصْبَغَ (٢)، عَنِ ابنِ وَضَّاحٍ، عَنْ ابنِ أبي شَيبَةَ، عَنْ عَفَّانَ، عَنْ وَهْبٍ قَال: (أَنَا) عِسْلُ (٣) بنُ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال (٤): "مَا طَلَعَ النَّجْمُ صُبْحًا قَطُّ وتَقُوْمُ عَاهَةُ إلَّا رُفِعَتْ أوْ خَفَّتْ"، وَمِنْ طَرِيقٍ آخَرَ عَنْ عِسْل، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا طَلَعَ النَّجْمُ قَطُّ وَفِي الأرضِ شَيءٌ مِنَ العَاهَةِ إلَّا رُفِع" وَهَذَا عَلَى الخُصُوْصِ في الثِّمَارِ والنَّبَاتِ؛ لأنَّ العَرَبَ كَانَتْ تَقُوْلُ: مَا بَينَ طُلُوع الشَّمْسِ وغُرُوْبِهَا أَمْرَاضٌ وَوَبَاء وَعَاهَاتٌ في النَّاسِ والحَيَوَانِ، ولذلِكَ قَال طَبِيبُ


= وأنْشَدَ أَبُو الطَّيِّبِ اللُّغَويُّ في المُثَنَّى قَوْلَ الرَّاجِزِ:
إِذَا الثُّرَيَّا طَلَعَتْ عِشَاءَا ... فَبعْ لِرَاعِي غَنَمٍ كِسَاءَا
(١) هي عند النَّحويين عَلَمًا بالغَلَبة مثل العَقَبة والمدينة ونحوهما.
(٢) قَاسِمُ بنُ أَصْبَغَ بن مُحَمَّدِ بن يُوْسُفَ بنِ نَاصِحِ بن عَطَاءٍ، مَوْلَى الوَليدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بن أبو مُحَمَّدٍ القُرْطُبِيُّ، يُعْرَفُ بـ "البيَّانِي" سَمِعَ مِنْ بَقِيِّ بن مَخْلَدٍ، والخُشَنِيِّ، وابنِ وضَّاحٍ، طَال عُمُرُهُ وكَانَت الرِّحْلَة إليه بالأندلسِ وإلى أبي سَعِيدِ بنِ الأعْرَابيِّ بالمَشْرِقِ. كان ثبتًا صَادِقًا، حَلِيمًا، مَأموْنًا، بَصِيرًا بالحَدِيثِ والرِّجَالِ، نَبِيلًا بالنَحْو والغَرِيبِ. (ت ٣٤٠ هـ) أَخْبُارُهُ في: الدِّيباجِ المُذهب (٢/ ١٤٥)، وبُغية المُلْتَمِسِ (٤٣٤)، وَجَذْوَةِ المُقْتَبِسِ (٣١١).
(٣) عِسْلُ: بِكَسْرِ العَينِ وسُكْوْنِ السِّين، قَال الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في التَّبْصِيرِ (٩٥٤): "بالكسرِ والسُّكونِ ابنُ سُفْيان عَن عَطَاء ... ". ويراجع: التَّوضيح (٦/ ٢٨٠).
(٤) الحَدِيثُ في الأنْوَاءِ لابنِ قُتيبة (٣١).