* وَكَانَ مِيتَتُهُ افتِلاتَا *وتَقُوْلُ العَرَبُ - إِذَا رَأَتِ الهِلال بغَيرِ قَصْدٍ إلى ذلِكَ - رَأَيتُ الهِلال فَلْتَةً، وَقَال خَالِدُ بنُ يَزِيد:فَإِنْ تَفْتَلِتْهَا وَالخِلافَةُ تُفْتَلَت ... بِأكرَمِ عِلْقَي مَنْبَرٍ وسَرِيرِوَ"نَفْسَهَا" نَصْبٌ على المَفْعُولِ الثَّاني، وهو أكثر الرِّوايات. ويُروى برفع السِّين أيضًا قال الخَطَّابيُّ: يعني أُخِذَتْ نَفْسُهَا فُجَاءَةً، وبالوَجهين قيَّده جَمَاعةٌ من شُيُوخَنا. وذكر القُتَيبِيُّ: اقتُلتَتْ بالقاف، وهي كَلِمَةٌ تُقَالُ لمن مَاتَ فُجَأةً، والأولُ هو المَشْهُوْرُ". وَبَيتُ خالدِ بنِ يزيد في "الكامل" وغيره.(فائدة): قَال القَاضِي عِيَاضٌ في المشارق (٢/ ١٥٧): "معناه مَا رُويَ عن سَالِمِ بنِ عَبْد اللهِ بنِ عُمَرَ، وَقَد سُئِلَ عن تَفْسِيرِ قَوْلِ عُمَرَ هَذَا فَقَال: كَانَ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ يَتَحَاجَزون في الأَشْهُرِ الحُرُمِ، فَإِذَا كَانَتِ اللَّيلَةُ الَّتي يُشَكُّ فيها يَعْنِي آخِرَ لَيلَةٍ مِنَ الشَّهْرِ الحَرَامِ وَهِيَ لَيلَةُ ثَلاثِين، وَهِيَ تُسَمَّى عندهم (الفَلْتَةَ) ادغلوا فيها وَأَغَارُوا، يُرِيدُ: ويحتجُّون بأنَّها من الشَّهْرِ الحَلالِ الَّذِي بَعْدَهُ، وَأَنَّ الشَّهرَ الحَرَامَ كَانَ نَاقِصًا. قَال سَالِمٌ: فَكَذلِكَ كَانَ يَوْمَ مَوْتِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَدغَلَ النَّاسُ من بين مدع إمارة، وَجَاحِدِ زكَاةٍ، فَلَوْلا اعتِرَاضُ أبي بَكْرٍ دُوْنَهَا كَانَتِ الفَضِيحَةُ، وَإِلَى هَذَا المَعْنَى ذَهَبَ الخَطَّابِي -رحمه الله- فَي تَفْسيرها؛ إِذْ كَانَ مَوْتِهِ بَعْدَ الأمْنِ في حَيَاتِهِ - صلى الله عليه وسلم - شبَه الفَلْتَةِ آخِرَ الشَّهْرِ".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute