للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وَ [قَوْلُهُ: "لأبُوْءَنَّ عَلَى نَفْسِي"] [١٨]. يُقَالُ: بَاءَ الرَّجُلُ [بِذَنْبِهِ]: إِذَا اعْتَرَفَ بِهِ وَأَلْقَى بِيَدِهِ.

- وَذَكرَ قَوْلَ عَلِيٍّ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي شَكَت أنَّ زَوْجَهَا يُلِمُّ بِجَارَتهَا (١): "إِنْ كُنْتِ صَادِقَةً رَجَمْنَاهُ وإِنْ كُنْتِ كاذِبَةً جَلَدْنَاكِ، فَقَالتْ: رُدَّنِي إِلَى أَهْلِي غَيرَي نَغِرَةً". يُقَالُ: نَغَرَتِ القِدْرُ تَنْغِرُ، ونَغَرَتْ تَنْغَرُ: إِذَا غَلَتْ. وأَرَادَتْ: أَنَّ جَوْفَهَا تَغْلِي مِنَ الغَيظِ والغَيرَةِ.

وأُسَافُ: اسْمُ رَجُلٍ. والمُحَدِّثُوْنَ يَقوْلُوْنَ: هِلَالُ بنُ يَسَافٍ (٢) وأَبَى ذلِكَ أَهْلُ اللُّغَةِ، وَقَالُوا: هُوَ خَطَأٌ، وَلَيسَ عِنْدِي كَذلِكَ لِوَجْهَينِ:

أَحَدُهُمَا: اتِّفَاقُ المُحَدِّثِينَ عَلَى نَقْلِهِ باليَاءِ.

والثَّانِي: أنَّا وَجَدْنَا في اللُّغَةِ أَلْفَاظًا كَثيرَةً يَكُوْنُ بالهَمْزَةِ وباليَاءِ كَقَوْلهِمْ: يَرْقَان وأَرْقَان، ورُمْحٌ يَزَنِيُّ وأَزَنِيٌّ (٣)، وَيَسْرُوْعٌ وأَسْروْعٌ (٤)؛ لِدُوْدَةٍ يَكُوْنُ فِي الرَّمْلِ (٥).


(١) حَدِيثُ عليٍّ - رضي الله عنه - في غريب أبي عُبَيدٍ (٣/ ٤٤٦، ٤٤٧)، والنِّهاية (٥/ ٨٦٦).
(٢) في الأصل: "سياف" ومجرى الكَلَام يَدُلُّ على أنَّه كما أُصلح، هو هِلَالُ بنُ يَسَاف الأشْجَعِيُّ تابعيٌّ ثِقَةٌ روى عن عليِّ بن أبي طالب، والحَسَنِ بن عليٍّ، وأبي مَسعُود الأنصاري ... وغيرهم الجرح والتعديل (٩/ ٧٢).
(٣) جاء في اللِّسان (أَزَنَ): "يُقَالُ: رُمْحٌ أَزَنيٌّ ويَزَنيٌّ: مَنْسُوْبٌ إِلَى ذِي يَزَن، أَحَدُ مُلُوْكِ الأذْوَاء منَ تَبَابِعَةِ اليَمَنِ، وبَعْضُهُم يَقُوْلُ: يَزَانِيٌّ وأَزَانِيٌّ".
(٤) الأبْدَالُ لابنِ السِّكِّيتِ (١٣٧) قَال: "ويُقَالُ: لِدُوَيبَةٍ تَنْسَلخُ فَتَصِيرُ فَرَاشَةً يَسْرُوعٌ وأَسْرُوْعٌ، ويُقَالُ: هي الدُّوْدَةُ التي تَكُوْنُ في البَقْلِ" ويُرَاجع الصِّحاح، واللِّسان، والتَّاج، (سَرَعَ) وفيها أقوالٌ أُخْرَى.
(٥) مَا دَامَ المؤلِّف رحمه اللهُ يَقُوْلُ كَثِيرَةٌ فلا بأس أَنْ نُوْرِدَ لذلك مَزِيدَ أَمْثِلَةٍ منها: يَلَنْدَدٌ وألَنْدَدٌ، =