للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

التَّحْرِيمَ وشَهِدْتُمْ، وشَهِدْنَا التَّحْلِيلَ وغَنِمْتُمْ.

- قَوْلُهُ: "مَا أَسْكَرَ الفَرَقُ مِنْهُ فَمِلْيءُ الكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ". والعَوَامُّ يَقُوْلُوْنَ فيه. "فَرْقٌ" بِسُكْوْنِ الرَّاءِ (١)، ويَذْهَبُوْنَ إِلَى أَنَّه ثَمَانِيَة وعِشْرُوْنَ (٢) رَطْلًا عَلَى مَا اصْطَلَحُوا عَلَيهِ في فرق الدُّوشَابِ، وإِنَّمَا هُوَ الفَرَقُ بِفَتْحِهَا وَهُوَ سِتَّةَ عَشَرَ رِطْلًا.

عُمَرُ، وابنُ مَسْعُوْدٍ، والأعْمَشُ، والنَّخَعِيُّ، والشَّعْبِيُّ، والبَرَويُّ (٣) وأَبُو وَائِلٍ (٤)، وَعَاصِمُ بن أَبِي النُّجوْد (٥)، ومُحَمَّدُ بنُ رَافِع (٦)، لَا يَجُوْزُ أَنْ يُقَالُ في هَؤلاءِ يَشْرَبُوْنَ المُسْكِرَ عَلَى تَأْويلٍ، كَمَا لَا يَجُوْزُ أَنْ يُقَال في ابنِ عَبَّاس، وجَابرٍ وعَطَاءٍ، وابنِ جُبَيرٍ ونَحْوهِم مِمَّن أَجَازَ المُتْعَةَ إِنَّهُم أَجازُوْهَا عَلَى تأْويلٍ.


(١) النِّهاية (٣/ ٤٣٧). وفي تثقيف اللِّسان لابن مكي (٢٥١): "ويقولون: "كان يغتسل من إناءٍ، هو الفَرْقُ من الجنابة" لإسكانِ الرَّاءِ، .. والصَّواب فتح الراء .. والفَرَقُ: ثلاثةُ أصوعٍ".
(٢) في الأصل: "وعشرين".
(٣) لم أجده وأخشى أن يكون محرَّفًا؟ ! ولابدَّ أن يكون المذكور من كبار التَّابعين.
(٤) أبو وَائِلٍ شَقِيقُ بنُ سَلَمَةَ الأزديُّ، أدرك النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ولم يَرَهُ. رَوَى عن أبي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، ومُعَاذِ بنِ جَبَلٍ ... وتُوفي سنة (٨٢ هـ) قال إِسْحَقُ بنُ مَنْصُوْرٍ عن يَحْيَى بن معين: ثِقَةٌ لَا يُسأل عن مثلِهِ، سكنَ الكُوفَةَ وَكَانَ من عُبَّادِهَا. أَخْبُارُهُ في: طبقات ابن سعد (٦/ ٩٦، ١٨٠)، والمعارف (٤٤٩)، وتهذيب الكمال (١٢/ ٥٤٨)، وسير أعلام النُّبلاء (٤/ ١٦١)، وغاية النهاية (٣٢٨).
(٥) في الأصل: "الجود" وهو القارئ المشهور.
(٦) محمَّدُ بن رافع بن زَيدٍ النَّيسَابُورِيُّ القُشَيرِيُّ مولاهُم، أَبُو عَبْدِ الله الزَّاهدُ، وَصَفَهُ النَّسَائِيُّ بـ "الثِّقَةِ المَأمون" قَال ابنُ أَبِي حَاتمٍ: سألتُ أَبَا زُرْعَةَ عنه فقال: شيخ صَدُوْق، قدم علينا وأقامَ عندنا أيَّامًا، وكان رَحَلَ مع أحمد بن حنبل (ت ٢٤٥ هـ). أخباره في: المعرفة والتَّاريخ (٣/ ٣٩٠)، والجرح والتعديل (٧/ ٢٥٤)، وتهذيب الكمال (٢٥/ ١٩٢)، وسير أعلام النُّبلاء (١٢/ ٢١٤)، والشَّذرات (٢/ ١٠٩).