للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَذلِكَ غَلَطٌ، وَكَيفَ يَصِحُّ هَذَا وَفِي "الهَاشِمَةِ" عَشْرٌ مِنَ الإِبِلِ عِنْدَ جُمْهُوْرِ الفُقَهَاءِ، وَفِي "المُنْقِلَةِ" خَمْسَ عَشْرَةَ؟ ! .

ثُمَّ بَعْدَ المُنْقِلَةِ: "المَأْمُوْمَةَ" (١) وَهِيَ "الآمَّةُ" فَمَنْ سَمَّاهَا آمَّة فَلأنَّهَا أَمَّتِ الدِّمَاغَ، أَي: قَصَدَتْهُ، وَمَنْ سَمَّاهَا مَأْمُوْمَةً أَرَادَ: أَنَّ الشَّاجَّ أَمَّ بِهَا أمَّ الدِّمَاغِ (٢) أَي: قَصدَه بِهَا.

وَأَمَّا "الجَائِفَةُ" (٢) فَلَيسَتْ مِنَ الشِّجَاجِ، وَهِيَ الَّتِي تَبْلُغُ الجَوْفَ وَتَكُوْنُ في الظَّهْرِ والبَطْنِ.

وأَمَّا الشجَاجُ الَّتِي تَكُوْنُ دُوْنَ "المُوْضِحَةِ" فَأَوَّلُهَا.

"الحَارِصَةُ" وهِيَ الَّتي تَحْرِصُ الجِلْدَ، أَي: تَشُقُّهُ، وَهِيَ مُشْتَقَّةٌ مِنْ قَوْلِهِ: حَرَصَ القَصَّارُ الثَّوْبَ، وَمِنَ العَرَبِ مَنْ يُسَمِّيهَا: "الحَرْصَةَ" (٣).

ثُمَّ "الدَّامِيَةُ"ويُقَالُ لَهَا: "الدَّامِعَةُ" وَهِيَ الَّتيِ يَسِيلُ مِنْهَا دَمٌ، وَمِنَ النَّاسِ (٤) مَنْ فَرَّقَ بَينَهُمَا فَجَعَلَ "الدَّامِيَةَ" هِيَ الَّتِي تَدْمَى مِنْ غَيرِ أَنْ يَسِيلَ مِنْهَا دَمٌ، وَجَعَلَ "الدَّامِعَةَ" الَّتِي يَسِيلُ مِنْهَا دَمٌ، كَمَا يَسِيلُ الدَّمْعُ مِنَ العَينِ.


(١) قَال الأزْهَرِيُّ: "قَال ابنُ شُمَيلٍ: وأُمُّ الرَّأْسِ: الخَرِيطَةُ الَّتي فيها الدِّماغ" لم يَذْكُرْهُ الثَّعَالبِيُّ في ثِمَارِ القُلُوْبِ في المُضَافِ وَالمَنْسُوْبِ. وَذَكَرَهَا المُحِبِّيُّ في كِتَابِهِ "ما يُعَوَّلُ عليه" وهو كالمُكَمِّلِ له، والمُسْتَدْرِكِ عليه.
(٢) لم يَذْكُرْهَا الأَزْهَرِيُّ وهو مَعْذُوْرٌ في ذلك، لِقَوْلِ المُصَنِّفِ هُنَا: "فَلَيسَتْ مِنَ الشَّجَاجِ ... " وَذَكَرَ الأزْهَرِيُّ "الدَّامِغَةَ" قَال: "هِيَ الَّتي تَخْسِفُ الدِّماغَ، ولا بقيَّةَ له، أي: لا حَيَاةَ لَعْدَهَا".
(٣) قَال الأَزْهَرِيُّ: "ويُقَالُ لَهَا: الحَرْصَةُ ... ".
(٤) فَرَّقَ بَينَهُمَا الأَزْهَرِيُّ، ولعلَّه هو المَقْصُوْدُ.