للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هُوَ لِعَمْرِو بن أُمَامَةَ أَخِي عَمْرِو (١) بنِ هِنْدٍ، وَكَانَ نزلَ بِمُرَادَ فَطَرَقُوْهُ لَيلًا، وَقَتَلُوْهُ، فَقَال عَمْرٌو وَهُوَ يُقَاتِلُهُمْ:

لَقَدْ وَجَدْتُ المَوْتُ قَبْلَ ذَوْقُهُ

إِنَّ الجَبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ

كُلُّ امْرِئٍ مُقَاتِلٌ (٢) عَنْ طَوْقِهِ

كَالثَّوْرِ يَحْمِي جِلْدَهُ بِرَوْقِهِ

والمَوْتُ أَدْنَى مِنْ بَنَاتِ طَوْقِهِ

وَيُرْوَى: "قَدْ خَشَوْتُ" وَمَعْنَى (٣): "حَتْفِهِ مِنْ فَوْقِهِ" أَن مَوْتَهُ يُقَدَّرُ مِنْ الله فَحَذَرُهُ


(١) في الأصْلِ "عُمَر"، وعَمْرُو بنُ أُمَامَة (وهي أُمُّه بنتُ سَلَمَةَ بنِ الحَارِثِ) أَخُو عَمْرِو بنِ هِنْدٍ لأُمِّهِ، ذَكَرَ أَهْلُ الأخْبَارِ والأمْثَالِ لَهُ خَبَرًا مَعَ أَخِيهِ عَمْرِو بنِ هِنْدٍ في قِصَّةٍ طَويلَةِ مَلِيئَةٍ بالحِكَمِ والأمْثَالِ، وَمِنْ أَمْثَالِهَا قَوْلُهُ هُنَا: "إِنَّ الجَبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ". يُراجع: أَمثال أبي عُبَيدٍ (٢١٦)، وشَرْحُهُ "فَصْلُ المَقَالِ" (٤٣٩)، وجَمْهَرَةِ الأمْثَالِ (١/ ١١٤)، ومَجْمَع الأمْثَالِ (١/ ١٠)، والمُستقصى (١/ ٤٠٣)، واللِّسان (حتف)، وحَيَاةِ الحَيوان (١/ ٢٠٦)، وكان الَّذي تَولَّى قَتْلَهُ ابنُ الجُعَيدِ، وكَانَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ مَعَ عَمْرٍو بنِ أُمَامَةَ ضِدَّ أَخِيهِ. يُراجع شَرْحُ ديوان طرفة (١٦٠) القَصِيدَةُ المُوَجَّهَةُ إلى عَمْرِو بنِ هِنْدٍ:
وعَمْرُو بنُ هِنْدٍ كَانَ مِمَّنْ أَجَارَنَا ... وَبَعْضُ الجِوَارِ المُسْتَغَاثِ بِهِ غَرَرْ
وَغَرا عَمْرُو بن هِنْدِ اليَمَنِ وَطَالبَ بِثَأْر أَخِيهِ فَظَفَرَ بِهِم في قِصَّةٍ طَويلَةٍ. يُراجع أَيضًا: شرح أَبْيَات المُغني (٧/ ٣٢٤).
(٢) في الأصل: "يُقاتل".
(٣) في الأصل: "فمعنى".