للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَسُمِّيَا بذلِكَ لِجَوَلَانِهِمَا في الأرْضِ. وقيلَ: سُمِّي عِيسَى مَسِيحًا (١) لِحْسْنِ وَجْهِهِ.

والمَسِيحُ - في اللُّغَةِ - الجَمِيلُ الوَجْهِ. والمِسْحُ: قِطَعُ الفِضَّة، وقِيلَ: سُمَّيَ بذلِك؛ لأنَّه مُسِحَ عِنْدَ وَلَادَتِهِ بالدُّهْنِ، وقَيلَ: ...

- وَ [قَوْلُهُ: "كَالعِنَبَةِ الطَّافِيَةِ"]. الطَّافِيَةُ: الَّتي تَثُوْرُ عَلَى غَيرهَا مِنْ حَبِّ العُنقود.

وقيل: "المَسِيحُ" مُعَرَّبُ مشيحا بالعَبْرَانِيَّة (٢). وقيلَ (٣): سُمِّيَ المَسِيحُ؛ [لأنَّه مَمسُـ]ـوحَ العَينِ. وقيلَ: المَسِيحُ: الكَذَّابُ، والدَّجَّالُ: الكَذَّابُ. وقيلَ: المُمَوِّهُ المُمَخْرِقُ.

و"الدَّجَّالُ" - في اللُّغَةِ - مَاءُ الذَّهَبِ الَّذِي يُطْلَى بِهِ الشَّيءُ، سُمِّيَ الدَّجَّالُ


(١) جَاءَ في التَّمهيد (١٤/ ١٨٧): "قَال أبُو عُمَرَ: أمَّا المَسِيحُ بنُ مَرْيَمَ - عليه السلام - ففي اشتقاق اسمه - فيما ذكر ابن الأنْبَارِيِّ - لِأهْلِ اللُّغة خَمْسَةُ أَقْوَالٍ .. " ثم ذكرها.
أقُوْلُ - وعلى اللهِ أعتمد -: قَال ابنُ الأنباري في كتابه الزَّاهِرُ (١/ ٤٩٣): "وأمَّا المَسِيحُ بنُ مَرْيَمَ - عليه السلام - فإنَّ في تفسير مَعْنَى المَسِيحِ سَبْعة أقوالٍ ... ثمَّ ذكرها فلتُراجع هُنَاك. وهي في مُفردات القرآن للرَّاغِبِ (٧٦٧)، وزاد المسير (١/ ٣٨٩)، وبصائر ذوي التَّمييز (٤/ ٥٠٠)، وغيرها.
(٢) قَال ابنُ الأنْبَارِيِّ: "بالشِّين فلمَّا عَرَّبتُه العَرَبُ أبدَلَت من شِينِهِ سِينًا فَقَالُوا: "المَسِيحُ" كَمَا قَالتِ العرَبُ: مُوْسَى وأَصْلُهُ بالعبرانية "مُوْشَى" فَلَمَّا عرَّبُوه ونَقَلُوه إلى كلامهم أبدلوا من شِينِهِ سِينًا".
(٣) هَذَا اشْتِقَاقُ المَسيحِ الدَّجَّالِ. وَهُوَ مَذْكُورٌ في الزَّاهر لابن الأنْبَارِيِّ، والتَّمهيد لأبي عمر .. وَغَيرِهِمَا. وَكَأَنَّ في عِبَارةِ المُؤلِّف هنا سَقْطًا ذَهَبَ به تكملة معاني المَسِيحِ عِيسَى بنِ مَرْيَمَ - عليه السلام - ثُمَّ يَقُوْلُ: وأمَّا المسيح الدَّجَّال فسمي مَسيحًا ... أو أنَّ الواو زائدة.