للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آذانِهِمْ

«١» ولم يقل شناتيرهم في صناراتهم، وقال تعالى:

فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ

«٢» ولم يقل الكنع، ثم قال لإبراهيم إني أسألك عن أربع إن أقررت بهن قهرت وإن جحدتهن كفرت، قال: وما هن؟ قال: الرسول منا أو منكم؟ قال:

منكم. قال: فالقرآن أنزل علينا أو عليكم؟ قال: عليكم.

قال: فالمنبر فينا أو فيكم؟ قال: فيكم. قال: فالبيت لنا أو لكم؟ قال: لكم. قال: فاذهب فما كان بعد هؤلاء فهو لكم، بل ما أنتم إلا سائس قرد، أو دابغ جلد أو ناسج برد، قال: فضحك أبو العباس، وأقرّ لخالد وحباهما جميعا.

وقال بشار بن برد يفتخر:

إذا نحن صلنا صولة مضرية ... هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دما

إذا ما أعرنا سيدا من قبيلة ... ذرا منبر صلّى علينا وسلما

وقال السموأل بن عادياء «٣» :

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكلّ رداء يرتديه جميل

وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها ... فليس إلى حسن الثناء سبيل

تعيّرنا أنّا قليل عديدنا ... فقلت لها إنّ الكرام قليل

وما قلّ من كانت بقاياه مثلنا ... شباب تسامى للعلا وكهول

وما ضرّنا أنّا قليل وجارنا ... عزيز وجار الأكثرين ذليل

لنا جبل يحتلّه من بحيره ... منيع يردّ الطرف وهو كليل

سرى أصله تحت الثرى وسما به ... إلى النجم فرع لا يزال طويل

وإنّا أناس لا نرى القتل سبّة ... إذا ما رأته عامر وسلول

يقرب حبّ الموت آجالنا لنا ... وتكرهه آجالهم فتطول

وما مات منّا سيّد حتف أنفه ... ولا طلّ منا حيث كان قتيل

تسيل على حدّ الظّبات «٤» نفوسنا ... وليست على غير الظّبات تسيل

ونحن كماء المزن ما في نصابنا ... كهام ولا فينا يعدّ بخيل «٥»

وننكر إن شئنا على الناس قولهم ... ولا ينكرون القول حين نقول

إذا سيّد منّا خلا قام سيّد ... قؤول بما قال الكرام فعول

وما خمدت نار لنا دون طارق «٦» ... ولا ذمّنا في النازلين نزيل

وأيامنا مشهورة في عدوّنا ... لها غرر مشهورة وحجول «٧»

وأسيافنا في كلّ شرق ومغرب ... بها من قراع الدارعين فلول «٨»

معوّدة أن لا تسلّ نصالها ... فتغمد حتى يستباح قتيل

سلي إن جهلت النّاس عنّا وعنهم ... فليس سواء عالم وجهول

فإنّا بني الريان قطب لقومهم ... تدور رحاهم حولهم وتجول

ولما قدم وفد تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعهم خطيبهم وشاعرهم، خطب خطيبهم، فافتخر، فلما سكت، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس أن يخطب بمعنى ما خطب به خطيبهم، فخطب ثابت بن قيس فأحسن، ثم قام شاعرهم وهو الزبرقان بن بدر فقال:

<<  <   >  >>