للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيصطرخوا يقولوا أخرجونا ... فإن عدنا فإنا ظالمونا

وللشريف أبي يعلى الهاشمي البغدادي في نظام الملك يهدده بالهجاء يقول:

أيجمل يا نظام الملك أنّي ... أعاود من ذراك كما قدمت

وأصدر عن حياضك «١» وهي نهب ... بأفواه السقاة وما وردت «٢»

يدل على فعالك سوء حالي ... ويخبر عن نوالك إن كتمت «٣»

إذا استخبرت ماذا نلت منه ... وقد عمّ الورى كرما سكتّ

وممن عرض بالهجو في شعره الخوارزمي قال في أبي جعفر:

أبا جعفر لست بالمنصف ... ومثلك إن قال قولا يفي

فإن أنت أنجزت لي ما وعدت ... وإلا هجيت وأدخلت في

وقد علم الناس ما بعد في ... فغط الحديث ولا تكشف

ومدح السراج الورّاق إنسانا فلم يجزه فكتب يعرض له بالهجاء ويهدده، يقول:

أعد مدحي عليّ وخذ سواه ... فقد أتعبتني يا مستريح

ولا تغضب إذا أنشدت يوما ... سواه وقيل لي هذا صحيح «٤»

وله أيضا يقول:

أعد مدحا كذبت عليك فيه ... وقد عوفيت بالحرمان عنه

ولكنّي سأصدق فيك قولا ... فلا يصعب عليك الحقّ منه

وقال بعضهم في حجّاج قدموا ولم يهدوا إليه شيئا:

مضوا ليحجّوا والوجوه كأنّها ... تكاد لفرط البشر أن توضح السّبلا

وعادوا كأنّ القار فوق وجوههم «٥» ... فلا مرحبا بالقادمين ولا سهلا

وجاءوا وما جادوا بعود أراكة «٦» ... ولا وضعوا في كف طفل لنا نقلا «٧»

وقال آخر:

إذا رمت هجوا في فلان تصدني ... خلائق قبح عنه لا تتزحزح

تجاوز قدر الهجو حتى كأنّه ... بأقبح ما يهجى به المرء يمدح

وهجا بعضهم امرأة فقال:

لها جسم برغوث وساق بعوضة ... ووجه كوجه القرد بل هو أقبح

تبرّق عينيها إذا ما رأيتها ... وتعبس في وجه الضجيع وتكلح

لها منظر كالنار تحسب أنها ... إذا ضحكت في أوجه الناس تلفح

إذا عاين الشيطان صورة وجهها ... تعوّذ منها حين يمسي ويصبح

ولبعضهم في عظيم أنف:

لك وجه وفيه قطعة أنف ... كجدار قد دعّموه ببغله

وهو كالقبر في المثال ولكن ... جعلوا نصفه على غير قبله

وفيه أيضا:

رأينا للزكي جدار أنف ... يضاهي في تشامخه الجبالا

تصدّى للهلال لكي يراه ... فلولا عظمه لرأى الهلالا

ولصفي الدين الحلي:

<<  <   >  >>