ظبي من الترك أغنته لواحظه ... عما حوته من النبل التراكيش
إذا تثنّى فقلب الغصن منكسر ... وإن تبدّى فطرف البدر مدهوش
يا عاذلي إن تكن عن حسن صورته ... أعمى فإني عما قلت أطروش
كم ليلة بات يسقيني المدام على ... روض له بثياب الغيم ترقيش
والغيث كالجيش يرتج الوجود له ... والبرق رايته والرعد جاويش
في مجلس ضحكت أرجاؤه طربا ... لأنه ببديع الزّهر مفروش
سيدي أبو الفضل بن أبي الوفاء:
ترى متى من فتور اللحظ ينتشط ... من قلبه بحبال الشعر مرتبط
قد رقّ لي خصره المضنى فناسبني ... فقلت خير الأمور الأنسب الوسط
وقد خفى الردف عني من تثاقله ... فقلت هذا على ضعفي هو الشطط
وصدره الرحب قد عانقته سحرا ... والقلب منبعث الآمال منبسط
وفيه تلك النهود المشتهاة ترى ... رمانها فيه قلبي أمره فرط
إنّ الصواب لتعجيل السرور فقم ... قبل الفوات فأوقات الهنا غلط «١»
القاضي مجد الدين بن مكانس:
أهدى تحيته وجاد بوعده ... أفديه من قمر بدا في سعده
بدر جرى ماء الحياة بثغره ... وتردّدت فضلاته في خدّه
أسكنته قلبي فأوقد خدّه ... نيران أحشائي عليه ووجده
من لي به حلو الشمائل أهيف ... روت العوالي عن مثقف قدّه «٢»
يا عاذلي في حبّه لو أبصرت ... عيناك فوق الردف مسبل جعده «٣»
لعذرت كلّ متيم في حبّه ... وعلمت أن ضلاله في رشده
فو حق موتي في هواه صبابة ... وحياة مبسمه الشهي وبرده
ما جاد غيث الدمع إلا عن هوى ... خلع القلوب ببرقه وبرعده
قم يا رسول وأبلغ العشاق ما ... ألقاه من جور الحبيب وبعده
وإذا سألتك أن تؤدّي في الهوى ... خبري فصف فعل الغرام وأبده
عز الدين الموصلي:
والصحيح أن هذه الأبيات لابن نباتة لأنها في ديوانه:
نفس عن الحب ما أغفت وما غفلت ... بأي ذنب وقاك الله قد قتلت
دعها ومدمعها الجاري لقد لقيت ... ما قدّمت من أسى قلبي وما عملت
أفديك من ناشط الأجفان في تلفي ... والسحر يوهم لي أنها كسلت
وأوضح الحسن لو شاءت ذوائبه ... في الأفق وصل دجا الظلماء لاتصلت
معسّل بنعاس في لواحظه ... أما تراها إلى كل القلوب حلت
من لي بألحاظ ظبي يدّعي كسلا ... وكم ثياب ضنى حاكت وكم غزلت
وحمرة فوق خدّيه ومرشفه ... هذي محاسنها تزهو وذي ذبلت
أما كفاني تكحيل الجفون أسى ... حتى المراشف منه باللمى كحلت
أستودع الله أعطافا شوت كبدي ... وكلما رمت تجديد الوصال قلت «٤»
ومهجة لي كم ألقت بمسمعها ... إلى الملام ولا والله ما قبلت
غيره للفاضل: