قال إذا قبّلت وهما فمه ... قد تعدّيت وأسرفت فمه «١»
وقال آخر:
بأبي غلام لست غير غلامه ... مذ جاد لي بسلامه وكلامه
ذو حاجب ما إن رأيت كنونه ... أبدا وصدغ ما رأيت كلامه «٢»
وقال جمال الدين بن مطروح:
ذكر الحمى فصبا وكان قد ارعوى ... صب على عرش الغرام قد استوى
تجري مدامعه ويخفق قلبه ... مهما جرى ذكر العقيق مع اللوى
وإذا تألّق بارق من بارق ... فهناك ينشر من هواه ما انطوى
فخذوا أحاديث الهوى عن صادق ... ما ضلّ في شرع الغرام وما غوى
وبمهجتي رشأ أطالت عذّلي ... فيه الملام وقد حوى ما قد حوى «٣»
قالوا أفيه سوى رشاقة قدّه ... وفتور عينيه وهل موتي سوى
ما أبصرته الشمس إلّا واكتست ... خجلا ولا غصن النقا إلّا التوى
يروي الأراك محاسنا عن ثغره ... يا طيب ما نقل الأراك وما روى
وقال آخر:
عبث النسيم بقدّه فتأودا ... وسرى الحياء بخده فتوّردا
رشأ تفرّد فيه قلبي بالهوى ... لما غدا بجماله متفردا
قاسوه بالغصن الرطيب جهالة ... تالله قد ظلم المشبّه واعتدى
حسن الغصون إذا اكتست أوراقها ... وتراه أحسن ما يكون مجردا
وقال غيره:
يا حسنا مالك لم تحسن ... إلى قلوب في الهوى متعبة
رقّمت بالورد وبالسوسن ... صفحة خد بالسنا مذهبّة
وقد أبى خدك أن أجتني ... منه وقد ألسعني عقربه «٤»
يا حسنه إذ قال ما أحسني ... ويا لذاك اللفظ ما أعذبه
قلت له كلّك عندي سنا ... وكل ألفاظك مستعذبه
ففوّق السهم ولم يخطني ... ومذ رآني ميّتا أعجبه «٥»
وقال كم من عاشق أحبّني ... وحبه إياي قد أتعبه
يرحمه الله على أنني ... قتلي له لم أدر ما أوجبه
وقال آخر:
مليح يغار الغصن عند اهتزازه ... ويخجل بدر التمّ عند شروقه
فما فيه معنى ناقص غير خصره ... وما فيه شيء بارد غير ريقه «٦»
وقال يحيى بن أكثم:
دنا هاجري نحوي بمقلته الكحلا ... فلما رأى ذلّي ثنى عطفه دلّا
فتيّمني شوقا وأنحلني أسى ... وأفقدني صبرا وأعدمني عقلا
شكوت فما ألوى وولّى وما لوى ... وأعرض مزورّا فسلّ الحشى سلا
إذا ما دعاه فرط سقمي لزورة ... يناديه فرط العجب من عطفه كلّا