وقال آخر:
سألتها أن تعيد لفظا ... قالت محب دعوه يعذر
حديثها سكر شهيّ ... وأحسن السّكر المكرّر
ابن نباتة:
وملولة في الحب لما أن رأت ... أثر السقام بجسمي المنهاض «١»
قالت تغيّرنا فقلت لها نعم ... أنا بالسقام وأنت بالإعراض
وقال أبو الطيب المتنبي:
بأبي الشموس الجانحات غواربا ... اللابسات من الحرير جلاببا
الناهبات عيوننا وقلوبنا ... وجناتهنّ الناهبات الناهبا
الناعمات القاتلات المحييات ... المبديات من الدلال غرائبا
حاولن تفديتي وخفن مراقبا ... فوضعن أيديهنّ فوق ترائبا
وبسمن عن برد خشيت أذيبه ... من حر أنفاسي فكنت الذائبا
يا حبّذا المتجمّلون وحبّذا ... واد لثمت به الغزالة كاعبا
كيف الرجاء من الخطوب تخلّصا ... من بعد أن أنشبن فيّ مخالبا
وله أيضا من جملة قصيدة:
ولما التقينا والنوى ورقيبنا ... غفولان عنّا ظلت أبكي وتبسم
فلم أر بدرا ضاحكا قبل وجهها ... ولم تر قبلي ميّتا يتكلم
الشريف الرضي:
وتميس بين مزعفر ومعصفر «٢» ... ومعنبر وممسّك ومصندل «٣»
هيفاء إن قال الشباب لها انهضي ... قالت روادفها أقعدي وتمهلي
وإذا سألت الوصل قال جمالها ... جودي وقال دلالها لا تفعلي
ابن اسرائيل:
وعدت بوصل والزمان مسوّف ... حوراء ناظرها حسام مرهف
نشوانة خصباء منهل ثغرها ... ورد وريقتها سلاف قرقف
وتخال بين البدر منها والنقا ... غصنا يميس به النسيم مهفهف
لا تحسبن الخلف شيمة مثلها ... وعدت ولكنّ الزّمان يسوّف
يا بانة قد أطلعت أغصانها ... وردا جنيّا باللواحظ يقطف
وغزالة يحكي الغزالة وجهها ... ويعير ناظرها الحسام الأوطف
ما تأمرين لمغرم تسطو به ... أجفانك المرضى ولا تستعطف
قسما بوجهك وهو صبح مشرق ... وسواد شعرك وهو ليل مسدف «٤»
وبهز غصن البان منك على النقا ... مالي إلى أحد سواك تشوّف «٥»
ولنذكر إن شاء الله تعالى في هذا الباب نبذة من ملح النظم ورقائق الشعر من غير تبويب ولا ترتيب.
للشيخ شمس الدين بن الريدي:
ولما نأت سلمى وشطّ بها النوى ... وأيقنت أنّي بالغرام أذوب
علقت بأخرى غيرها متلاهيا ... ليطفى ضرام في الحشا ولهيب
وكان هيامي والهوى وصبابتي ... لمن هو في الأولى إليّ حبيب