وطففت ألثم ثغرها فتحجّبت ... وتسترت عني بقلب العقرب
وقال آخر:
ولو متّ من كثرة الأشواق وانبدلت ... مدامعي بدم من كثرة السهر
ما اخترت عنك سلوا لا ولا نظرت ... عيني لغير محيّا وجهك القمر
إبراهيم بن العباس:
تمر الصبّا صفحا بساكن ذي الغضى ... ويسرع قلبي إذ يهبّ هبوبها
قريبة عهد بالحبيب وإنّما ... هوى كل نفس أين حلّ حبيبها
وقال النوفلي:
إذا اختلجت عيني رأت من تحبّه ... فدام لعيني ما حييت اختلاجها
وما ذقت كأسا مذ علقت بحبها ... فأشربه إلّا ودمعي مزاجها
وقال آخر رحمه الله تعالى:
يا ذا الذي زار وما زارا ... كأنّه مقتبس نارا
قام بباب الدار من تيهه ... ما ضرّه لو دخل الدارا
وقال آخر:
ولقد جعلتك في الفؤاد محدّثي ... وأبحت منّي ظاهري لجليسي
فالكل منّي للجليس مؤانس ... وجبيب قلبي في الفؤاد أنيسي
ابن نباتة:
أناشده الرحمن في جمع شملنا ... فيقسم هذا لا يكون إلى الحشر
إذا ما غدا مثل الحديد فؤاده ... فوالعصر إنّ العاشقين لفي خسر «١»
أمين الدين بن أبي الوفاء:
يا نازلا منّي فؤادا راحلا ... ومن العجائب نازلا في راحل
أضرمت قلب متيّم أهلكته ... وسكنته والنار مثوى القاتل
وقال آخر:
يا عاذلي في هواه ... إذا بدا كيف أسلو
يمرّ بي كلّ وقت ... وكلّما مرّ يحلو
الحاجبي:
ملأت فؤادي من محبة فاتن ... أميل إليه وهو كالظبي رائغ
وقلت لقلبي قم لتعشق شادنا ... سواه فقال القلب ما أنا فارغ
وقال ديك الجن:
ولي كبد حرّى ونفس كأنّها ... بكفّ عدو ما يريد سراحها
كأنّ على قلبي قطاة تذكرت ... على ظمإ وردا فهزّت جناحها
وقال عبد الله بن طاهر:
أقام ببلدة ورحلت عنه ... كلانا بعد صاحبه غريب
أقلّ الناس في الدنيا سرورا ... محبّ قد نأى عنه الحبيب
وقال آخر:
ما اخترت ترك وداعكم يوم النوى ... والله لا مللا ولا لتجنّب
لكن خشيت بأن أموت صبابة ... فيقال أنت قتلته فتقاد بي «٢»
وقال ابن المعتز:
هب لعيني رقادها ... وانف عنها سهادها
وارحم المقلة التي ... كنت فيها سوادها