للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أحمد بن طاهر:

تقول العاذلات تسلّ عنها ... وداو عليل صبرك بالسلو

فكيف ونظرة منها اختلاسا ... ألذّ من الشماتة بالعدو

وقال إسحاق مولى المهلب:

هبيني يا معذبتي أسأت ... وبالهجران قبلكم بدأت

فأين الفضل منك فدتك نفسي ... عليّ إذا أسأت كما أسأت

وقال أبو العتاهية:

يقول أناس لو نعتّ لنا الهوى ... ووالله ما أدري لهم كيف أنعت «١»

سقام على جسمي كثير موسع ... ونوم على عيني قليل مفوّت

إذا اشتدّ ما بي كان أفضل حيلتي ... له وضع كفي فوق خدي وأسكت

وقال بشار:

يا قرّة العين إني لا أسميك ... أكني بأخرى أسمّيها وأعنيك

أخشى عليك من الجارات حاسد ... أو سهم غيران يرميني ويرميك

لولا الرقيبان إذا ودعت غادية ... قبّلت فاك وقلت النفس تفديك

يا أطيب الناس ريقا غير مختبر ... إلّا شهادة أطراف المساويك

قد زرتنا مرّة في الدهر واحدة ... بالله لا تجعليها بيضة الديك

وقال آخر:

ألم تعلمي يا أحسن الناس أنّني ... أحبّك حبا مستكنّا وباديا

أحبّك ما لو كان بين قبائل ... من الناس أعداء لجرّ التصافيا

وقال آخر:

أقول لشادن في الحسن أضحى ... يصيد بطرفه قلب الكمي

ملكت الحسن أجمع في نصاب ... فأدّ زكاة منظرك البهيّ

وذاك بأن تجود لمستهام ... برشف من مقبّلك الشهيّ

فقال أبو حنيفة لي إمام ... يرى أن لا زكاة على الصبي

وقال آخر:

سقى الله ربعا كنت أخلو بوجهكم ... وثغر الهنا في روضة الحسن ضاحك

أقمنا زمانا والعيون قريرة ... وأصبحت يوما والجفون سوافك

وقال آخر:

ألم تعلمي يا عذبة الماء أننّي ... أظلّ إذا لم أسق ماءك صاديا

ومازلت بي يا بين حتى لو أنني ... من الوجد استبكي الحمام بكى ليا

أبو العباس الشهير بالنفيس:

يا راحلا وجميل الصبر يتبعه ... هل من سبيل إلى لقياك يتفق

ما أنصفتك جفوني وهي دامية ... ولا وفى لك قلبي وهو يحترق

الوزير ظهير الدين الملقب بأبي شجاع:

لأعذّبنّ العين غير مفكّر ... فيها بكت بالدمع أو فاضت دما

ولأهجرنّ من الرقاد لذيذه ... حتى يعود على الجفون محرّما

هي أوقعتني في حبائل فتنة ... لو لم تكن نظرت لكنت مسلّما

سفكت دمي فلأسفحنّ دموعها ... وهي التي بدأت فكانت أظلما

وقال العتبي:

أضحت بخدّي للدموع رسوم ... أسفا عليك وفي الفؤاد كلوم «٢»

<<  <   >  >>