والصبر يحمد في المواطن كلّها ... إلّا عليك فإنه مذموم
الرفاء الأندلسي:
ومهفهف كالغصن إلّا أنه ... تتحير الألباب عند لقائه
أضحى ينام وقد تكلّل خدّه ... عرقا فقلت الورد رشّ بمائه
وقال آخر:
اخضرّ واصفرّ لاعتلال ... فصار كالنرجس المضعّف «١»
كأنّ نسرين وجنتيه ... بشعر أصداغه مغلف
يرشح منه الجبين ماء ... كأنّه لؤلؤ منصّف
وقال آخر:
ما زال ينهل من صرف الطلا قمري ... حتى غدت وجنتاه البيض كالشفق
وقام يخطر والأرداف تقعده ... طورا وحاول أن يسعى فلم يطق
فعائل فعلت فعل الشمول به ... فعل النسيم بغصن البانة الورق
جاذبته لعناقي فانثنى خجلا ... وكلّلت وجنتاه الحمر بالعرق
وقال لي بفتور من لواحظه ... إنّ العناق حرام قلت في عنقي
وقال آخر:
بأركان هذا البيت إنّي لطائف ... وفي الكون أسرار وفيه لطائف
رعى الله أياما وناسا عهدتهم ... جيادا ولكنّ الليالي صيارف
وبي ذهبيّ اللون صيغ لمحنتي ... يريد امتحاناتي وما أنا زائف
يذيب فؤادا وهو لا غشّ عنده ... فيا ذهبيّ اللون إنّك خائف
وقال آخر:
أسنى ليالي الدهر عندي ليلة ... لم أخل فيها الكاس من أعمالي
فرقت فيها بين جفني والكرى ... وجمعت بين القرط والخلخال
ومما قيل في الرقباء:
لو أن لي في الحب أمرا نافذا ... وملكت بسط الأمر في التعذيب
لقطعت ألسنة العواذل كلّها ... ولكنت أقلع عين كلّ رقيب
وقال أعرابي:
بسهم الحبّ كلم في فؤادي ... ولا كالكلم من عين الرقيب
تمكّن ناظراه به وأضحى ... مكان الكاتبين من الذنوب
ومن حذر الرقيب إذا التقينا ... نسلّم كالغريب على الغريب
ولولاه تشاكينا جميعا ... كما يشكو المحبّ إلى الحبيب
وقال آخر:
من عاش في الدنيا بغير حبيب ... فحياته فيها حياة غريب
عين الرقيب غرقت في بحر العمى ... لا أنت لا بل عين كلّ رقيب
وقال أحمد بن أبي سلمة:
يعذلني فيه جميع الورى ... كأنّني جئت بأمر عجيب
أظنّ نفسي لو تعشّقتها ... بليت فيها بملام الرقيب
وأنا الغريب فلا ألام على البكا ... إنّ البكا حسن بكلّ غريب
وقال آخر:
وما فارقت سعدى عن قلاها ... ولكن شقوة بلغت مداها
بكيت نعم بكيت كلّ إلف ... إذا بانت حبيبته بكاها