للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنّ العسر يتبعه يسار ... وقول الله أصدق كلّ قيل

فلو أن العقول تسوق رزقا ... لكان المال عند ذوي العقول

وأوحى الله تعالى إلى يوسف عليه الصلاة والسلام:

أنظر إلى الأرض فنظر إليها، فانفجرت، فرأى دودة على صخرة، ومعها الطعام، فقال له: أتراني لم أغفل عنها، وأغفل عنك، وأنت نبي وابن نبي.

ودخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه المسجد وقال لرجل كان واقفا على باب المسجد: أمسك عليّ بغلتي، فأخذ الرجل لجامها، ومضى وترك البغلة، فخرج علي وفي يده درهمان ليكافىء بها الرجل على إمساكه بغلته فوجد البغلة واقفة بغير لجام، فركبها ومضى، ودفع لغلامه درهمين يشتري بهما لجاما، فوجد الغلام اللجام في السوق قد باعه السارق بدرهمين فقال علي رضي الله عنه:

أن العبد ليحرم نفسه الرزق الحلال بترك الصبر ولا يزداد على ما قدر له.

وقيل لراهب: من أين تأكل؟ فأشار إلى فيه وقال: الذي خلق هذه الرحى يأتيها بالطحين.

وقال سليم بن المهاجر الجيلي:

كسوت جميل الصبر وجهي فصانه ... به الله عن غشيان كلّ بخيل

فما عشت لم آت البخيل ولم أقم ... على بابه يوما مقام ذليل

وإنّ قليلا يستر الوجه أن يرى ... إلى الناس مبذولا لغير قليل

وصلّى معروف الكرخي خلف إمام، فلما فرغ من صلاته قال الإمام لمعروف: من أين تأكل؟ قال: أصبر حتى أعيد صلاتي التي صليتها خلفك. قال: ولم؟ قال:

لأن من شك في رزقه شك في خالقه.

وقال أبو حازم: ما لم يكتب لي لو ركبت الريح ما أدركته.

وقال عمر بن أبي عمر اليوناني:

غلا السعر في بغداد من بعد رخصة ... وإنّي في الحالين بالله واثق

فلست أخاف الضيق والله واسع ... غناه ولا الحرمان، والله رازق

وقال القهستاني:

غنيّ بلا دنيا عن الخلق كلّهم ... وأنّ الغنى الأعلى عن الشيء لا به

وقال منصور الفقيه:

الموت أسهل عندي ... بين القنا والأسنّة

والخيل تجري سراعا ... مقطّعات الأعنّة

من أن يكون لنذل ... عليّ فضل ومنّة

وأنشد أعرابي:

أيا مالك لا تسأل الناس والتمس ... بكفّيك فضل الله فالله أوسع

ولو تسأل الناس التراب لأوشكوا ... إذا قيل هاتوا أن يملّوا ويمنعوا

وقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أوصني قال: عليك باليأس مما في أيدي الناس، وإياك والطمع فإنه فقر حاضر.

وقيل: إذا وجدت الشيء في السوق، فلا تطلبه من صديقك.

وقيل لأعرابية: من أين معاشكم؟ قالت: لو لم نعش إلا من حيث نعلم لم نعش.

وقال أعرابي: أحسن الأحوال حال يغبطك بها من دونك ولا يحقرك معها من فوقك.

وقال المعري:

إذا كنت تبغي العيش فابغ توسّطا ... فعند التناهي يقصر المتطاول

توقّى البدور النقص وهي أهلّة ... ويدركها النقصان وهي كوامل

وقال آخر:

اقنع بأيسر رزق أنت نائله ... واحذر ولا تتعرض للإرادات

فما صفا البحر إلّا وهو منتقص ... ولا تعكّر إلا في الزيادات

وقال أعرابي: استظهر على الدهر بخفة الظهر.

قال هشام بن إبراهيم البصري:

وكم ملك جانبته عن كراهة ... لإغلاق باب أو لتشديد حاجب

<<  <   >  >>