للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الْحَرَالِّي: ولما كان ضرب المثل متعلقا بمثل وممثل كان الضرب واقعا عليهما، فكان لذلك متعديا إلى مفعولين: مثلا ما، وبعوضة، والبعوض جنس معروف، من أدنى الحيوان الطائر مقدارا، وفيه استقلال وتمام خلقة، يشعر به معنى البعض الذي منه لفظه، لأن البعض يوجد فيه جميع أجزاء الكل، فهو بذلك كل. {فَمَا فَوْقَهَا} أي من معنى يكون أظهر منها. والفاء تدل على ارتباط ما، إما تعقيب واتصال، أو تسبيب، ففيه هنا إعلام بأقرب ما يليه على الاتصال والتدرج إلى أنهى ما يكون. انتهى.

{فَأَمَّا}

قال الْحَرَالِّي: كأنها مركبة من "أن" دالة على باطن ذات، و"ما" دالة على ظاهر مبهم، يؤتى به للتقسيم - انتهى.

قال الْحَرَالِّي: لما كان الذين آمنوا ممن بادر فأجاب، وكان ضرب المثل تأكيد دعوة وموعظة لمن حصل منه توقف، حصل للذين آمنوا استبصار بنور الإيمان في ضربة المثل، فصاروا عالمين بموقع الحق فيه، وكما استبصر فيه الذين آمنوا استغلق معناه على الذين كفروا وجهلوه، فاستفهموا عنه استفهام إنكار لموقعه - انتهى.

{يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا}

وقال الْحَرَالِّي: وكان إضلالا لهم، لأن في ضرب المثل بما يسبق لهم استزراؤه بنحو الذباب والعنكبوت الذي استزروا ضرب المثل وبه تطبيق لهم إلى الجهالة، فكان ذلك إضلالا، وقدم الجواب لأنه مستحق

<<  <   >  >>