لأسن " وقال عليه الصلاة والسلام، في إفصاح القول فيه: "بئس لأحدكم أن يقول: "نسيت، بل هو نسي" ومنه قيامه من اثنتين، وسلامه من اثنتين، حتى أظهر الله سنة ذلك لأمته، وكانت تلك الصلاة بسهوها ليست بدونها من غير سهو، بل هي مثلها أو خير، ومن نحوه منامه عن الصلاة، حتى أظهر الله توقيت الصلاة بالذكر، كما كان قد أظهرها بالوقت الزماني، فصار لها وقتان: وقت نور عياني من مداره الشمس، ووقت نور وجداني من مدارها مع الذكر، ولصحة وقوعها للوقتين كانت المؤقتة بالذكر أداء بحسبه، قضاء بحسب فوت الوقت الزماني. فلله، تعالى، على [هذه] الأمة فضل عظيم، فيما يكمل لها على طريق النسخ، وعلى سبيل النسء، وعلى جهة النسيان الذي ليس عن تراخ ولا إهمال، وإنما يوقعه إجبارا مع إجماع العزم.
وفي كل ذلك إنباء بأن ما وقع من الأمر بعد هذا النسيان خير من موقع ذلك الأمر الذي كان يقع على إجماع ورعاية، لتستوي أحوال هذه الأمة في جميع تقلبات أنفسها، كل ذلك من إختصاص رحمته وفضله العظيم - انتهى.
{لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
قال الْحَرَالِّي: فهو بما هو على كل شيء قدير، يفصل الآيات، وهو بماله ملك السموات والأرض يدبر الأمر. انتهى.