للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المتكاسل حواصد من جوارف الآجال من الوباء والطاعون وغيره - انتهى.

{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}

وقال الْحَرَالِّي: ولما كان هذا البلاء في تكاسل من الصبر الأول، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} وكان مما يتداركه صبر عليه، تدارك، تعالى، هذه الرتبة ببشرى الصابرين من هلكة ما ينال من لم يصبر على هذه المصيبة وضجر منها وتسخط فيها، فكان للصابر الأول الصحبة بقوله: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

ولما كان للصابر الثاني البشرى بالسلامة من عقوبة الآخرة ومنالهم لما نولهم، وشتان بين من كان الله معه، وبين من قيل لنبيه: بشره بصبره على بلاء التخلف.

ولما كان للأنفس مدخل في تحمل الصبر شرفا وحفيظة على الأحساب والرتب الدنيوية - خلص، تعالى، الصابرين له من الصابرين تطبعا وتحاملا فقال: {الَّذِينَ إِذَا

<<  <   >  >>